ضحى الخالدي ||
لا توجد صلاحية مئوية لمعاهدة لوزان في بنودها؛ إنما يرغب أردوغان بتدشين قرن جديد مختلف، وهذا ما صرّح به في زيارته لليونان قبل سنوات قليلة حين إنتقد معاهدة لوزان الثانية (المذلة حسب تعبيره) التي جعلت الإمبراطورية العثمانية تفقد ٨٠٪ من أراضيها، وأن الأتراك وافقوا عليها بديلاً عن معاهدة سيفر الأشد قسوة؛ معبّراً بقوله:
(لقد لوّحوا لنا بالموت لنرضى بالعاهة المستديمة).
الموضوع أكبر من لوزان، الموضوع له علاقة بخلق قطبية الدول المركزية على أساس ديني حسب هنتنغتون في (صراع الحضارات) ١٩٩٦، وهو ما يحتاج الى عمق جغرافي- عقائدي، وله علاقة بحروب الطاقة ومصادرها شرق وجنوب وجنوب غرب تركيا؛ وبخلق بيئة حاضنة متعاطفة مستقرة نسبياً من خلال السيطرة بقبضة تركية من حديد في المنطقة القريبة من إسرائيل، والتي فيها منابع الطاقة البديلة عن غاز ونفط روسيا، وتمثل حاجزاً عازلاً بين إيران وإسرائيل، وهذا يكلف تركيا نشاطات عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية مكلفة تعوضها من ثروات المنطقة، شريطة أن لا تطول أظافرها أكثر من اللازم.
المنطقة التي تسيطر عليها تركيا حالياً في العراق وسوريا ستكون بؤرة الصراع الدولي الكبير مستقبلاً.