د.أمل الأسدي ||
لم يكن في الحسبان يا أمي، أن عيوننا التي تكره الزيتوني حين يرتديه صاحب الشارب الكثيف واللسان الأعوج،سيأتي عليها يوم تسعد برؤيته!!
حين كانت القناة الأولی تبث اللقاءات العسكرية،كانت رائحة الموت تهب معها، فتملأ البيت وتدخل الغرف وتحتل الوسادات!! فيرفع أبي صوته: ديروا ديروا...
ونغير القناة فورا فنجد الأخری تبث اللقاء نفسه، فنبادر بإطفائه!!
العسكر والبدلة العسكرية،وبكاء الأطفال علی الآباء حين الالتحاق!! والقمصلة العسكرية والكروة المطلوبة وقصص الافرارية المظلومين!! وحكايات الليل والموت والجبال!! وصوت ذاك الجندي الذي يتمنی ان يكون أنثی كي ينجو من موت العسكرية:
تمنيت ربي خالقتي مرية
وياخذني رجل واگعد ابفيه!!
الزيتوني والدبابة والمنارة المثقبة،وهيبتها المستصرِخة!!
كان الزيتوني رغم لونه الجميل يرمز للموت يا أمي!!
اليوم تحولت القضية من الموت الـــــی الحـــــياة!
زيتوني اليوم، هو لون الحياة والرحمة الواسعة،لون العطاء ورائحة خبز المحبة!!
شاهدي...هذا استعراض الحشـ،د الشعبي، لن نغير القناة اليوم، ولن نشم رائحة الموت!! سنفرح ونرفع رؤوسنا بهم!
لن تكفينا المتابعة مرةً واحدة!! سنبقی نشاهد ونتابع ونتذكر الأرواح التي حفظتها هذه الوجوه!! ونتذكر الأرض التي طهرتها هذه الأقدام!!
ونتذكر كل بطولاتك ياعلي
ونتذكر كل الأصوات الحاقدة عليك يا علي!!
قد ورث أبناؤك الشجاعة والمروءة والرحمة
وورثوا أيضا غيظ الأعداء وحقـ،دهم عليك،وحسدهم علی ما وهبك الله من نعم!
هذا الاستعراض العسكري بات طقسا عراقيا ممزوجا بالعنبر والهيل والسكر، طقس المحبة واللمة والذاكرة الحية!!
تشاهده العائلة وهي تنعم بالأمان، تشاهده وتدعو له بالحفظ، تشاهده وتقول: شكرا
https://telegram.me/buratha