د. علي الطويل ||
لاشك أن أي عدوان على أي دولة في العالم، لابد أن يتبعه رد فعل تجاهه يكون أقوى منه أو يساويه على الأقل ، لكي تتحقق هيبة الدولة ويشعر سكانها بأن هناك من يدافع عنهم ويحميهم. وهيبة الدولة لاتتحقق فقط بالاستنكار والشعب حسب، بل في الدفاع عن البلد وسيادته وحماية أرضه وسمائه ، وعندما يكون هناك عدوان، وحتى لايتجرا الآخرون لسلوك نفس الفعل تجاه الدولة ، فإن الموقف الحكومي يجب أن يكون قويا وحازما، اما في دولة مثل العراق توزعت ولاءات المسؤولين فيها بين دول مختلفة، وشعور البعض منهم، أن بقائهم واستمرار وجودهم السياسي يتعلق برضا هذه الدولة أو تلك، فإنه بالتأكيد ستكون هناك مجاملات وتغاضي عما تقوم به دول أخرى من تحرشات واعتداءات، وتركيا "مثال لذلك ، أن أفعال تركيا العدوانية المتكررة والتي تجاوزت ٢٥٠ اعتداء في عام واحد فقط، وبلا رد من قبل الحكومة، جعلها تتمادى أكثر وأكثر، بل لم تتردد في إعلان اطماعها في التمدد على الأرض العراقية وضمها إلى تركيا ،وقد ورد ذلك علانية على لسان مسؤولين وصحفيين وناشطين أتراك وبشكل واضح.
أن العدوان التركي الأخير الذي أودى بحياة عددا من العراقيين، وجرح اعداد أخرى كشف بما لايقبل اللبس أن الحكومة العراقية تجامل على حساب الدم العراقي، ولولا ضغوط الرأي العام وادانة الآخرين لهذا الفعل لما اتخذت وزارة الخارجية العراقية اي موقف تجاه ذلك العدوان كما في الحالات السابقة ،كما كشف هذا العدوان أن هناك الكثير من العراقيين، مسؤولين، وصحفيين، وناشطين، وفنانين هم أتراك أكثر من تركيا، فلم تستفزهم دماء العراقيين أو تحرك وطنيتهم ، فراحوا يدافعون عن الموقف التركي، ويبررون الفعل ويهونون الجريمة بلا غيرة أو حمية تجاه أبناء شعبهم الذين سألت دمائهم بفعل هذه العدوان، وكشف كذلك أن النفوذ التركي قد تغلغل في أوساط كثيرة اجتماعية وسياسية وإعلامية وحتى حكومية، وبلحاظ الأطماع التركية المعلنة ، فإن ذلك يشكل خطورة بالغة وتهديدا لمستقبل الدولة العراقية وتماسكها ووحدتها، الامر الذي يتطلب موقف جدي بالتصدي لهذه الأطماع وإعادة النظر بالسياسة الحكومية تجاه هذه الدولة لأجل يقاف هذا العدوان المستمر، والتدخلات الواضحة .
22/7 /2022
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha