احمد خالد الكعبي ||
بينما ننشغلُ بصراعات - بعضها فُرضت علينا ولَم نخترها -
بينما نُضحّي بالآلاف
بينما نُجرَح ونُعاق بالآلاف أيضاً
بينما تترمّل مئات الآلاف من نسائنا
بينما الملايين من أطفالنا
يُصبحون أيتاماً
بينما ننزف دماءنا وأموالنا وأبسط حقوقنا في الحياة من تعليم ونقل وسكن ووو
بين كل دراما الدم هذه،
هناك مَن يمد يده ليُسيطر بالخفاء وبشكل تدريجي على كل شيء؛ على مجال الطب ( مستشفيات أهلية ) / على مجال التعليم ( كليات أهلية ) / .. التجارة : القطاع الخاص معدوم تماماً،
الاقتصاد بلا هوية واضحة، تشعر به طُفيليّاً بلا آيدلوجيا محددة؛ فهو ليس رأسمالي واضح ولا اشتراكي ولا مختلط، لا تعلم ما هو!
قطاع الكهرباء، بنفس الدهاليز ونفس المواصفات ..
وووو
كل أشيائنا تبدو وكأنها منوَّمة مغناطيسياً، كومة كبيرة من الشعارات الكاذبة، وأخرى صادقة، لكن دون الحدّ الأدنى من أي خطط عملية.
فقدنا الحلم بالرفاهية التي اعتقدنا أنها ستكون هديةَ ما بعد سقوط الصنم في 2003، اليوم أصبح كل حلمنا وخوفنا وهواجسنا مُنصَبّةً في الحفاظ على الراتب الشهري.
القطعيُّ الوضوح هو: أنّ هناك مَن يجوع ويُقاتل ويُضحّي ويُرمّل زوجته ويويتم عياله ويخسر فرص تقدّمه وتقدمهم في الحياة والدراسة.. وفِي المقابل هناك تحالف بين طبقة طفيلية سياسية وطبقة طفيلية من التجار ؛ وكلتاهما معا تفتقدان الراسخ الوطني او العقائدي ؛ كل همهما تحصيل وتكويم المال باي طريقة ؛ والان في طريقهما للسيطرة على كل شيء ؛ على المال والسلطة والتعليم والطب ووو ؛ حتى إن هذا التحالف الخبيث وغير المرئي ربما سيدّعي قريباً بأنه هو الشهيد وهو المضحّي أيضاً وهو من حمى بغداد وحرر الغربية .
لا بدّ من التوقف والمراجعة
لا بدّ من تحقيق ميزان العدالة الواقعي؛ ميزان المنافع والمضار، ميزان الحكمة الأكبر واقعياً .
الانتباه رجاء ..
نحن نسير الى الفاقة .
فالطبقية عندنا أصبحت بلا انحناءات للتلطيف ؛ بل هي بزوايا حادة وفجة .