المقالات

دخلت محافظة عراقية ..

1735 2022-07-19

مازن الولائي ||   ما سمعته عنها غير ما رأته عيناي، وقلت في نفسي كم كان الناقل ظالما وغير منصف؟! إذ من صوّرها لي قبل دخولي لها على أنها خربة مستباحة ما كان صادقاً! وبدأت مشاهد تلك المدينة بمعولها جمالها تهشم قناعاتي المسبقة، وصادف أن دخلت سوق المدينة صباحا ولم تفتح أغلب الدكاكين، وأنا أسمع من بعض الدكاكين والبسطيات التي يقف عليها بعض الشباب النورانيين تعرفهم من أشكالهم الجميلة ولحاهم التي عليها طابع من تقوى وورع ملحوظ حيث اللبس الذي يختلف عن بقية شباب المحافظات، فقلت في نفسي كم المسؤولين في هذه المحافظة محترمون؟ لأن الناس على دين ملوكها، كل دكان قد اختار ما يبدأ به يومه المفعم بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، تارة صوت عبد الباسط عبد الصمد الشجي، وهو يتلوا "وإذا الشمس كورت" وآخر يبعد عنه بكم متر قد وضع دعاء العهد بصوت باقر المقدسي، حتى بدأت الحركة تدب في سوق لم الحظ عليه الازدحام الذي نراه بين الرجال والنساء في بقية المحافظات، والنساء يلبسن أروع الحجاب ولهن شبه طريق خاص بهن وآخر للرجال! فقلت في نفسي إذا لماذا هذا الضجيج حول مثل هذه المحافظة وأن نسائها لا يعرفن الحجاب الكامل؟! وأن شبابها لبسهم البرمودة والبنطال الجينز الممزق من كل مكان؟! لماذا الهدوء والمظهر الأخلاقي الجميل يعم المكان؟! قلت في نفسي كم النقل ظالم والمشاهدة هي أم الحقيقة؟!  ثم تقدمت وصديق لي يرافقني، هناك محلات كتب عليها البيع فقط للنساء! قلت لماذا للنساء فقط!؟ تبسم وقال لأني في داخل هذا المحل الذي لا واجهة إعلامية له امرأة لا تسمح للرجال بالدخول فهي تبيع فقط ملابس تخص النساء واعراف هذه المحافظة هكذا، حمدت الله تعالى على نعمة ما أشاهد من التزام.. ثم سألت من أين كل هذه البضائع الوفيرة يكاد كل شيء موجود وبمثل هذا السعر الرخيص، قال في هذه المحافظة تجار إشراف يخافون الله الجبار المنتقم، لا يقبلون أي بضاعة تدخل السوق خاصة تلك التي تعود إلى دول تحارب الشيعة! مثلا هنا لا أحد يشتري ولا يبيع أجبان المراعي التي تنتجها السعودية والسبب لأنها تحارب اليمن وباقي الشيعة في أماكن كثيرة في العالم، ولا الحاجات التركية وغيرها لذات السبب، والجميع متفقين على شراء كل شيء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للجودة العالية والرخص وكذلك تجارنا يقولون التجارة أن خرجت عن الفقه والدين والتقوى وعملت بلا بصيرة سوف تهلك صاحبها والأموال سحت حرام!  "التجار فاجر حتى يتفق بالدين"  قبيل الآذان لصلاة الظهر، بدأ القرآن يتعالى من بعض الحسينيات الصغيرة التي تتوسط السوق وبعض الفروع المطلة عليها، وبدأ أصحاب الدكاكين والبسطيات ينزلون قماش مكتوب عليه حيا على الصلاة، وهناك مغاسل للوضوء وقف الشباب بالدور عليها وكأنهم عائلة في بيت واحد، وعندما دخلنا المكان للصلاة وجدنا صورا للعلماء مزينة بالزينة وتحتها الحناء كناية عن تحقق نذور من طلب منهم حاجات، منها للسيد روح الله الخميني قدس سره ومنها للسيد السيستاني وأخرى للشهيد الصدر وعلماء وصور قديمة ومنها مراثي حسينية ومشاعل، شعرت بخشوع خاص وأنا اغبط هذه المدينة إذ كان سوقها هذه أخلاقه إذا كيف ببقية مرافقها، لازلت أتجول حتى بطريق الصدفة ضربت بائع للشاي الذي عطره يدغدغ الأنف، لكن أسقطت منه أحد الأكواب ففزعت وإذا بي كنت في حلم تمنيته لا ينتهي..   "البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه" مقال آخر دمتم بنصر .. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك