المقالات

مسرح الغدير عيد أم نذير؟!

1295 2022-07-17

مازن الولائي ||   عندما يطوف خيالي واركب سفن التحقيق لأقف على مسرح وتراب غدير خم، واستنطق أدواتها وما جرى فيها وعلى مسرحها، الذي أجلّه من أن يكون عبثي أو لعبت به المصادفة، لتلهو في مثل ذلك المكان الذي قررت السماء ليكون مكان اسمه على جبين الخلود.    ولعل كثرة الأدوات التي أستخدمها الخالق على أرضها الغدير سوف تنفي فكرة العبثية والاعتباط! بل سوف يدفعك العقل للبحث عن هدف منطقي لما جرى هناك، حيث الحجيج التي دعيت مع مثل المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم لتكون شاهد، والسؤال إلا يكفي عشرة شهود مثلا؟! أو خمسون شاهد من عينة القوم أو مائة؟! لماذا هذه الدعوة التي دفعت كل من كان قادر على حج وداع مثل النبي الذي عشقوه حد التأله في بعض الأحيان ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران ١٤٤.      حادثة أريد لها أن تخبر ولو من باب فقط أهمية مسرحها المعد عن عظيم خطر، فضلا عن تفاصيل كل مفردة وردت، من نزول جبرائيل، إلى شكل البيعة، الى رفع يد أمير المؤمنين عليه السلام، إلى الخيمة التي نصبت لتبلغ ما كان طارئ واستثنائي تبليغه! أكيد هذه الأهمية ليست لشكل القصة والحادثة التي أريد أن تتناولها الأجيال، ولا لتؤرخ حدث لتكتب فيه الشعراء وتنطلق حناجر الخطباء! لأن ذلك لا يستوجب كل تلك الأدوات وعلى رأسها نزول جبرائيل وبيده قرار يحمل عظيم المعادلة التي تستوجب التأمل والتحقيق والألتفات "بلغ" فعل الامر! ولا تتردد! لأن الله سيعصمك من الناس، قرار متخذ وتطمين لا يحتمل المناقشة والتأخير! بل إذا لم تبلغ كأنك ما بلغت رسالته؟! ماذا جرى في السماء؟! وأي قرار لو تركته الأمة سيطيح بها ويهدد مستقبلها القريب بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم؟!     هنا سنرجع إلى "الهدف" الذي جزما سيحل اللغز، ويرفع عنها هذا الاندهاش الذي أكتنف رحلة حج الوداع، لنعرفه من منطوق الآية الخطيرة ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ . كأنه يضع التبليغ عن هذا الأمر الذي هو بيعة الغدير التي منها ستعرف الأمة كل ما مر من تلميح من قبل النبي ولماذا أكثر فيه الأحاديث "علي مني بمنزلة هارون من موسى" (يا محمّد، عليّ خير البشر، ومن أبى فقد كفر).قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لو إجتمع النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزّ وجلّ النّار). وغيرها المئات التي كان يستخدمها النبي لتفهم الأمة بتكرار الحديث عن علي عليه السلام أهميته من الرسول الكريم، ولكن لعظيم قلق السماء سعت إلى مثل مسرح درامي لتحتفظ به الأذهان حتى عمد إلى جعل الشهود بالآلاف مخافة عدم تحمل ما ستقرره الآية وينطق به جبرائيل من امر البيعة. ومع ذلك حدث ما حدث من نكران، وجحود، وتزوير، واتهام، وقتال، وتلاعب أبعد من كانت السماء تريده للخلافة بعد النبي، ومن كان حريص على جعله بعده ليطمئن على دينه بعد الرحيل الوشيك! إذا ليس الحادثة أو أدواتها المطلوبة بقدر ما كان مطلوب هو التحذير من الخروج عن من كان طلب حال خروج روحه اعطوني قرطاس وقلم لأكتب لكم ما أن تمسكتم به...! وهنا نفهم اليوم من مصاديق الخروج المتكرر عن قلاع وحصن علي عليه السلام ماذا يجري له وماذا يصدر منه!؟ كما كل الذين غادروا علي وهم شهود غديره، أو الذين يغادرون اليوم وهم من حملة شعارات دينه دون مضمون!!!   "البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه" مقال آخر دمتم بنصر .. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك