المقالات

طقوس الظهيرة برفقة الشيخ  الوائلي 

1344 2022-07-13

د.أمل الأسدي ||   حين كانت الجدران تتجسس علينا،تراقب أنفاسنا،كُنّا نرادوها عن عاداتها،فتسلّم نفسها لمشيئة الظهيرة،مختمرةً،طريةً، طيّعةً!! هناك حيث كانت الحياة بقيادة أمهات( معدلات يسون من الماكو اكو) فلابد أن تدبر الأم حالها وتنظم أمور المنزل،وريثما يعود الأبناء من مدارسهم أوكلياتهم،يكون الغداء قد نضج(والجدورة فارن،وريحة العنبر ترست البيت) وبعد أن يُرفع أذان الظهر الذي كُنا نعصر أسماعنا كي يصل الصوت إليها،فتلتقطه أرواحنا وهي تتمنی يوما ما أن تسمعه مدويا،أو أن تراه علی شاشة التلفزيون  متزينا باسم الأمير علي(ع)!! و بعد الصلاة والدعاء بصوت(المعدله) سيدة المنزل:(چفينا شر بني ادام وطفي عيونهم عن وليداتي وويليدات امة محمد،بحق محمد وال محمد) تقف  من جديد قرب الطباخ،ويقف الأطفال حولها( فرگعت للتمن) وامتزجت رائحة العنبر  بالدهن بـ(رائحة اللمپة) هنا شعرت أنها تملك الدنيا،وشعرنا نحن بأن الحياة جميلة وبسيطة، ونسينا تماما الجدران التي تراقبنا!!  أو لنقل: تناست الجدران مهمتها واستسلمت لمشيئة الظهيرة!! فتقول الأم: ـ  شغلي الراديو  راح يطلع الوائلي ـ يمه،شغلته بس صوته مو واضح يوشوش ـ يلة هسة يجي أبوچ وهو  يعرف يضبطه وسرعان ما عمّ الهدوء اللذيذ الشهي،فصمتَ الجميع وبقي صوت الوائلي! صمت الجميع وبقي الوائلي  يربي ويعلم ويؤدب! ... بقي الوائلي ينشر بذور العقيدة،فتنبت فورا مستبشرة مفتخرة! ومازالت  أمي تسكب الطعام من دون صوتٍ يقاطع الوائلي! لكنها تردد: نصوا الراديو لايچفتون علينا!! ويخفَّض والدي الصوت قليلا، وتبحر الأسرة بين جمالين: جمال عالَم الشيخ الوائلي ورحابته،وإسناده ودعمه لنا نحن ـ المستضعفين- الذين  نخفي هواياتنا مقابل أنفاسنا!! وجمال عالَم الأم(المعدله) وأطباقها المطبوخة بمحبة وقدرة تحمل عجيبة،وقدرة إدارة  فطرية!! شكرا لأمهاتنا،شكرا لكل أمٍّ عراقية كانت تقاوم بصوت الوائلي!! وشكرا لكَ، أيها الطقس الخالد، طقس  الظهيرة الممزوج بالعنبر!! مرةً أخری أقولها: وحدكَ أنتَ كنتَ ظاهرةً ممزوجة بالعنبر!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك