الشيخ محمد الربيعي ||
[ فإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين ]
عرفه : وهو يوم المعرفة ، حيث جعل الله تبارك وتعالى للإنسان بحياته محطات كانت الغاية منها الذكرى ، من اجل ان تذكره بماهيته الحقيقية ، والهدف من وجوده ، ولماذا انوجد في هذه الدنيا .
ان في مثل هذا اليوم من كل سنة ، و المصادفة 9 من ذي الحجة ، جعله الله تبارك وتعالى ، محطة المعرفة للإنسان ، حيث انه يوحد البشرية اتجاه من تعبد اتجاه التوحيد الواحد لا شريك له.
فيوم عرفه هو يوم للمعرفة الذاتية للفرد والمعرفة المجموعية للمجتمع .
هنا يمكن ان نسلط الضوء على عدة جوانب أهمها المعرفة بيوم عرفه والتي تخص ممن هم في سلطة الحكم .
ان على الذين تسول لهم المناصب والسلطة ، بالظلم وتكبر على عباد الله الضعفاء ، ان يعرفوا في مثل هكذا يوم تقف العباد بلباس واحد بسيط ، و بمكان واحد شاخصة لرحمة ربها فقط ، هناك تتساوى الألوان ، تتساوى الانفاس ، تتساوى الأفكار والرؤى ، تتساوى المسميات فلا وجود لسلطتهم و نفوذهم غير سلطة الواحد القهار وهي سلطة الذات الحقيقية وسلطة القدرة الفعلية .
في هذا اليوم يعرف أصحاب السلطة وأصحاب المناصب ان هناك قوانين ، فوق قوانينهم تفرض عليهم لون لباس وكيفيته ، وتفرض عليهم المكان والزمان والكيفية التي يكونون فيها ، ليدركوا وليعرفوا ان ما هم فيه من نفوذ زائل وليس باقي لهم بكل محطات الحياة .
يوم عرفة والذي هو يوم المعرفة لكي يعرفوا و يتفكروا عند رؤيتهم هذا المشهد او يحضروه ، ان ما يملكون من ثراء وجاه وسلطة ، اتجاه احكام الله و فروضه لا تنفع حيث لا للوساطة هنا ولا قوة الا قوة الواحد القهار .
اذن عرفه وجبل عرفات مكان وزمان ، التنويه للإنسان ، انك أيها الانسان لن تسير الأمور بقراراتك مهما امتلكت من سلطة ونفوذ وحكم ، وانما هناك الأوامر الإلهية التي تعلمك و تعرفك انك ليس صاحب القرار مهما كنت وهناك من له القرار، و قراره هو القرار الحقيقي المنبثق من السلطة والملك الحقيقي .
اذن فهذا اليوم يوم معرفه كما انه يوم الرحمة والتوبة .
محل الشاهد :
يا أصحاب المناصب والأموال : ان يوم عرفة فرصة الى العودة الى الله تبارك وتعالى ، لتصحيح المسار بأن تكون بالاتجاه الذي يريده ، والذي يحقق السعادة لشعب ، فسارعوا الى مغفرة من ربكم ورحمة
نسال الله ببركة هذا اليوم المبارك كشف هذه الغمة عن هذه الامة ، ونصر العراق وشعبه .