المقالات

"زيارة الاربعين"وحضور حشد الله..


كوثر العزاوي ||

 

جاء في البحار: انّ في يوم الطف وعند اشتداد المعركة،{ كلّ من اراد من الرجال ان يتقدم للقتال يأتي الحسين "عليه السلام" الرجل بعد الرجل فيقول: السلام عليك ياابن رسول الله فيجيبه الحسين قائلًا: وعليك السلام ونحن خلفك، ثم يقرأ " فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" حتى قُتلوا عن آخرهم "رضوان الله عليهم" ولم يبق مع الحسين إلا أهل بيته"

فلابأس ببيانٍ موجز جدًا عن مفهوم هذه الآية المباركة ونبيّن فيها معنى مصطلح "الرجال"ومفهوم "من قضى نحبه" ومصداقها الشهداء

الذين شرّفهم ربهم بالشهادة وكرّمهم بالخلود في الدنيا والآخرة.

و"مَن ينتظر" هم مَن سنسلط الضوء عليهم على نحو الايجاز.

فكلمة الرجل وإن كانت مختصة بالذَكر من الناس، إلا أنَّ القرآن الكريم كثيرًا ما يريد بها الفحول من الناس الذين لهم القوّامية على أنفسهم الأمّارة بالسوء سواءً كانوا رجالاً أو نساءً، خصوصًا إذا جاءت نكرةً من غير الألف واللام ،

وقال السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان: المراد "ب-رجال" في الآية أفراد تامُّون في إنسانيتهم لا محالة، وإن افترضنا أنّ فيهم أفرادًا من النساء فذلك من جهة التغليب.

وثمة شواهد أخرى لذلك كقولهِ تعالى:

{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}التوبة١٠٨

فالرجال في مقصد الآية هنا، أولئك خيار الناس من الرجال، ممن لهم شعور دينيّ قوي لا تغرُّهم شعارات المنافقين المتواجدين في مسجد "ضرار" ولايتزعزع إيمانهم رغم كثرة المنافقين، هم الأشداء على الكفار، الرحماء على الأخيار، فهم إذن رجالٌ بما للكلمة من معنى! وبعد هذه الإضاءة لابد أن يكون ثمة مصاديق لآيات الله في كل عصر وزمان كي يتجسّد المعنى كواقع عمليّ حيّ!

فما وجدنا عنوانًا أروع وأقرب إلى الواقع تطبيقًا سوى رجال "الحشد المقدس" الذين "صدقوا...ومابدلّوا" حيث كانوا ومازالوا في ركب المخلصين العاملين المقاتلين الذين جنّدوا أنفسهم ونذروا جماجمهم لله "سبحانه وتعالى" ولكن لم تُقدَّر لهم الشهادة، كما لم يتقاعسوا بل  ينتظروا، فلا تراهم إلّا حضورا في مواقع الواجب، متأهبين محتشدين، ومتى دَعى داعيَ الله يهبّون، ولأي نازلة أو شديدة يجيبون، وفي أي بقعة من الأرض حيث وجه الله يحضرون!! فلقد شهدت لهم مواقف وصولات غير ساحات القتال، فذاك مما لاشك فيه! ولكن الجدير ذكره، هو حضورهم في محطات العمل التطوّعي الخالص في كلّ عام كما تحدثت عنهم مروءاتهم، ورَوَت غيرة الرجال مفاخرهم في لجّة بحر  الزيارة الأربعينية وآفاقها الرحبة،

فهم الرجال الصادقون المنتظرون تكريمهم بالشهادة، ولم ينقض انتظارهم عهدهم! محال ذلك، بل هم اليوم في مقام التشريف لتكملة المشوار في طريق الجهاد والمجاهدة، سيما في الوضع الراهن الذي نعيش فيه الأزمات الصعبة و المصائب العظيمة التي تحلُّ بنا من شياطين الاستكبار والماسونية العالمية وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا المجرمة، حيث الإعلام المضلّل ورصد المليارات لتشكيل  منصاتهم الإلكترونية المكلَّفة بحملة التزوير والتحريف والتشويه والتضليل، ليبرز عندئذ دور رجال الحشد الشعبي في مواقع كثيرة في محطات ذكرى الزيارة الأربعينية إذ أثبتوا دورهم المتميّز والفاعل

في السنوات القليلة المنصرمة حيث أُنشِئت منظومة حسينية متصدية قوية مقتدرة تجاوزت جميع العقبات وداست بأقدامها على عوامل النكوص وضعف الأداء!.

وفي العام المنصرم وماقبله، وصل عدد حضور رجال الحشد المقدس    

في كربلاء، بمشاركة [٧١٥٠ ]مقاتلًا من [١٠ ] ألوية مع الإسناد والجهد الأمني والفني لمعاونيات ومديريات الهيئة، والاستخبارات والأمن والاتصالات ومكافحة المتفجرات، حيث توزعت هذه الألوية شمالًا وشرقًا وجنوبًا في كربلاء المقدسة، وعادة ماتشرع في العمل من الفترة ١٠ ولنهاية شهر صفر، وهي ذكرى وفاة النبي محمد {صلى الله عليه واله وسلم}. ولكَ أن تتخيل أيها القارئ الكريم حجم الدور العظيم والمتميز لقوات الحشد الشعبي الذي تجلى أكثر وأكثر أثناء الزيارة الاربعينية بدءًا من توفير الحماية والأمن وانتشارهم على طول حدود المحافظة لمنع العناصر الإرهابية من استهداف الحدود المقدسة والزوار العراقيين والأجانب وذلك عبر تنفيذ عمليات استباقية ومداهمات لمناطق يشتبه بها فتبادر بعمليات التفتيش والتدقيق الأمني، ومرورًا ببذل الجهد الاستخباري والمعلومات عبر منظومات المراقبة المتطورة في الطرق والسيطرات الرئيسة وداخل المدينة وصولًا إلى المراقبة الجوية بواسطة الطيران المسيّر

لتأمين الزيارة الاربعينية كونها تمثل زيارة عالمية وحدثًا تاريخيًا سنويًا قلَّ نظيره في بقية ارجاء العالم!!

قطعًا مثل هذا الحدث يستلزم مضاعفة مسؤولية ومهام الحشد الشعبي خاصة لأنه أحد اهم الأركان الثلاثة الرئيسية في تأمين الزيارة بعد التنسيق والتعاون المشترك والكبير مع القوات الأمنية بتعدد صنوفها ومهامها..هذا من الناحية الأمنية،

والى المحور الخدمي  ودور رجال الحشد الشعبي أثناء الزيارة الاربعينية.

 

 

٥-ذوالححة ١٤٤٣هج

٥-٧-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك