المقالات

قادة المكون والتنافس على الكعكة..!

1156 2022-07-02

عدنان جواد ||

 

    الجميع يعرف ان بريطانيا وبعد ان تركت العراق وضعت فيه قنابل موقوته، منها الحدود الغير مرسمة مع دول الجوار، و ترك العراق بدون دستور ينظم الدولة العراقية مثل ما موجود في الهند التي كانت مستعمرة بريطانية وتحتوي  على مكونات واثنيات متعددة، فهي دمجت مكونات في دولة يسهل السيطرة عليها، وطوال الحكومات الملكية والجمهورية كانت الدساتير مؤقتة تعبرعن فكر وراي راس النظام ، و بعد سقوط نظام البعث وصدام بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية عام 2003، انتهجت نفس اسلوب بريطانيا في تقسيم الحكم بين مكونات العراق، سنة واكراد وشيعة، وكان التحالف الشيعي موحداً في البداية، لأنه المكون الاكبر المظلوم الذي كان يطمح للعدالة ورفع الظلم، ولأنه كان فيه قادة كبار موحدين لا مفرقين  يأخذون توصيات  المرجعية الرشيدة ويطبقونها، ولكن وبعد استشهاد ووفاة هؤلاء القادة الكبار امثال  سماحة السيد محمد باقر الحكيم، وسماحة السيد عبدالعزيز الحكيم ، وعز الدين سليم(قدس الله اسرارهم)، انتشرت الخلافات فتشقق صف التحالف الشيعي لمصالح وحسابات شخصية وحزبية، وبدات منذ انتخابات 2010، وما بعدها فكل مجموعة شكلت قائمة انتخابية خاصة بها، واخذت تتفرع وتفرخ تلك الاحزاب فروع اخرى منها ، حتى انتخابات 2021 التي كثرت فيها الاحزاب وخاصة في المكون الشيعي، وان بعض الاحزاب اتخذت شعارها الانتخابي وبرنامجها القضاء على الاحزاب القديمة بل النظام السياسي.

يُتهم زعماء المكون الاكبر في العراق بالانتفاع والانتهازية، فتلك الطبقة السياسية تحصل على منافع ذاتية ، ويقابلها فقر واقصاء وبطالة للطبقة التي يدعون بانهم يمثلونها، فلا توجد تنمية ، وقلة الخدمات، والمجاملة على حساب مكونهم مع الجهات السياسية الداخلية والدول الاخرى التي ادخلت الاف الارهابيين الى العراق، وفي محاسبة الذين قتلوا الالاف من الشهداء، فلا زال الكثير منهم وعددهم بالآلاف محكوم  عليهم بالإعدام معززين مكرمين من دون تنفيذ العقوبة، تلك الطبقة المتقلبة المزاج والمواقف، بين الواعظ والمصلح والمقاوم للفساد، وبين اخرين كل يرى نفسه انه راس ويجب ان يكون له راي وموقف لابد وان يؤخذ به، واليوم وبعد ان انسحب التيار الصدري من البرلمان، دعا الاطار الى تشكيل حكومة قوية وتشمل الجميع، حكومة خدمة بعيداً عن الحصص وتقاسم الكعكة كما كان معمولاً به طوال الحكومات السابقة، فيرد المنتقدون كيف تكون قوية وهي تشمل الجميع؟!، فما دامت ترضي الجميع يعني ان الفساد سيستمر، من باب ( اسكتلي واسكتلك) والجميع ( يأكل ويوصوص)، واليوم التهديد والوعيد بين اطراف المكون تنذر بنشوب حرب اهلية يخسر فيها المكون ما تبقى من ناسه ومدنه المدمرة، وكما شهدنا الخلافات في بداية تشكيل التحول من سلطة الاحتلال الى الانتخابات واختيار الحكومة الوطنية، فيتم اعادة الاسطوانة المشروخة والاتهامات المتبادلة، بين من اتى مع الامريكان على ظهر الدبابة عميل، وبين من بقى في الداخل وهو وطني وجليل، وخطاب اخر معاكس يعتبر كل من بقى في العراق بعثي ورجل امن ووكيل.

ان الحقيقة التي هي واضحة وضوح الشمس، ان الخلاف بين قادة وزعماء الشيعة، هي خلافات على المناصب والزعامة والحصول على اكثر ما يمكن من الاموال(الكعكة)، وكأن التاريخ يعيد نفسه، عندما انقلب طلحة والزبير وغيرهم وهم اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله)، على الامام علي (عليه السلام)، بعد ان ساوى بالعطاء بينهما وبين عبديهما والناس البسطاء، فاعترضوا عليه بانهم لهم سبق في الجهاد وانهم من ساهم في قيام الدولة، لذلك شنوا الحرب على الامام، فهل يستطيع زعماء المكون التخلي عن ما يمتلكون من اموال ونفوذ لمكونهم المسحوق، بان يتنافسوا في بناء المدارس والمستشفيات وشق الطرق وبناء الجسور في المحافظات الجنوبية والوسطى وحتى بغداد، وان يشركوا في المناصب على الاقل الصغيرة المحافظين والمدراء من المهنين واصحاب الكفاءة والنزاهة في تلك المحافظات، بدل وضع فيها اتباعهم رغم قصورهم وتقصيرهم لانهم لا يملكون المؤهلات وانهم وصلوا لهذه المناصب بالتملق والتزلف والكذب، هذه الخلافات اضعفت سلطة القانون، فانتشرت النزاعات العشائرية وباستخدام مختلف انواع الاسلحة، وانتشرت المخدرات بشكل مخيف، وان تلك الزعامات تخالف الخطابات فهي من باب تدعي انها تتحالف مع الاخرين من اجل مصلحة المكون، ولكنهم ومنذ 2003 ولحد الان يضحون بحق المكون من التخصيصات المالية، ويتم منحها للآخرين مقابل مناصب عليا لأحزابهم ، ودائما القائد مشغول  عن الناس وما عنده مجال، والمعالي والفخامة دائم السفر، فهم لا يسمعون شكوى المواطن المتضرر، واليوم وبعد ان وضحت الامور وزادت الخلافات والتي وصلت حد التصادم، لذلك فان تشكيل حكومة صعبة جداً ، ورئيس الوزراء القادم لا يستطيع ان يتحرك خطوة واحدة ، مادام الصدر خارجها، وانها لا تدوم اكثر من سنة،  فهو لديه قيادات ثورية وشعبية تتبع قائدها حتى لو ذهب بها الى النار، فهل مصلحة المكون الصدام والخراب وحرق المؤسسات والقضاء على النظام السياسي برمته،  وهذا ما يروج له من قبل بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهناك هدف واضح لإضعاف المكون والتخلص من قياداته الهرمة واستبدالهم بقيادات شابة، لذلك ينبغي على قادة المكون ان يكونوا واقعيين وان يتنازلوا عن بروجهم العاجية العالية، وان يتوحدوا فالدول تحترم الدولة الموحدة داخلياً احزاب ومكونات ، فتركيا لا تتجرا على تدخلها لو كانت هناك دولة موحدة في مواقفها وقراراتها.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك