هيثم الخزعلي||
اريد الحديث اليوم عن شخصية عراقية جمعت بين أصالة القبيلة العربية والتدين بولاء اهل البيت...
انه الشيخ موحان الساعدي ابن موسى بن فالح شيخ بيت زامل صاحب البخت.
كان الشيخ موحان رجل متدين وعروبي كريم ومتواضع مع هيبة في نفس الوقت، ومع انه يسكن في (حي الرفاق) وهي منطقة حساسة أمنيا، لكون سكنتها اما عضو فرقة او عضو شعبة في الحزب، كأن يقيم المجالس الحسينية في بيته دون خوف او وجل..
وكان هو وأولاده (الشيخ يعرب والشيخ فلاح ابو حسن وشيخ المنطقة الحوزوي الشيخ فيصل موحان الساعدي )، وكنت اتشرف بخدمة منبر الحسين عليه السلام في بيتهم كل ليلة السابع من محرم الحرام ليلة العباس عليه السلام...
وكان مع هيبتنا له وتبجيلنا اياه، متواضعا وكثير المزاح معنا، اذكر ذات ليلة زرته فوجدت المرحوم(الشهيد الشيخ موفق الشموسي معتمد المرجعية والمرحوم الشهيدعلي مهاوي ) يأكلون اللحم بالثريد عنده، فسألته :-
مسوي عزيمة شيخنا..
فقال :- لا والله هذا ابو صماخ اجاني بالليل يگلي انت شيخ سويلنا عشا، وانه شسوي بعد... ويقصد الشيخ موفق رحمه الله لانه كان دائما يمازحه....
وكنت قبل ايام عند صديق ومر ذكر الشيخ موحان فقال لي صديقي:- لقد فعل الشيخ لي جميل وهو لايعرفني..
فقلت له وما هو؟
فقال:- كان اخي يسير بالشارع وقبضت عليه مفرزة الشرطة بحجة آن كتابه بعدم التعرض غير واضح...
فهرعت الي صديقي سيد حيدر العوادي.. فقال لي معليك حلها يم شيخ موحان، وذهبنا فعلا لجناب الشيخ وقت الظهيرة فقال لسيد حيدر ماذا تريد بهذا الوقت؟
وسيد حيد كعادته أجاب بسرعة والحاح شيخنا بدل وامشي ويانة بعدين نفهمك، وفعلا غير ملابسه واخذنا بسيارته الخاصة ودخلنا مركز شرطة العامرية.. فاستقبله الشرطة من الباب اهلا جناب الشيخ...
والظاهر انه كان يتوسط عندهم بمسائل كثيرة او انهم أصدقاء الشيخ فلاح ولده لانه كان يعمل في سلك الشرطة..
فقال الشيخ لي اعطي هذا الشرطي فاعطيته والآخر والآخر كل واحد ٥ آلاف دينار...
ودخلنا على الضابط وعند حديث الشيخ معه قال الضابط :- شيخنا انت تمون ولكن انا أمسكت معه ٦ اشخاص، ولكي اطلق سراحه لابد أن اطلق سراح الجميع...
فاجأبه الشيخ :- الك ولاهلك..
فتبسم الضابط وأطلق سراح الجميع تقديرا لشيخ موحان رحمه الله ، وعندما خرجنا سألت سيد حيدر:- هل اعطي جناب الشيخ شيئا؟
فقال:- لا تره يزعل واحتمال يضربك..
ومن خجلي اشتريت علبه سكائر وقلت له شيخنا هذه علبة لك والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الهدية...
فرفض وقال بغضب :- والك انا امشي ببختي..
فرحمة الله تعالى عليه
ورحم الله أهل البخت..
(الفاتحة)
هيثم الخزعلي
٢٧-٦-٢٠٢٢