سميرة الموسوي ||
· الحرب الناعمة،وجهاد التبيين
الارتفاع الكارثي في نسب حالات الطلاق في العالم يؤشر الى تشكل ظاهرة تتفاقم بلا هوادة، وليس من المستبعد ان تتحول الى واقع متأصل يفرض نفسه أُسرياً واجتماعيا ووطنيا ،مما يعني إنهيار مؤسسة الاسرة ،وإنحدار نوعية ألانظمة التعليمية والتربوية فضلا عن تفشي حالات او ظواهر الانحراف في العلاقات الزوجية بعد أن فُرضت حالات شاذه في العلاقات الزوجية في الكثير من دول العالم .
ثمة أسباب لا حصر لها لهذه الظاهرة البالغة الخطورة من حيث تحريفها لمفاهيم القيم الاخلاقية والدينية وأسس قيام الاسرة .
من المؤكد أن خطورة تفاقم هذه الظاهرة تتباين من مجتمع الى آخر تبعا للأنظمة السياسية والبنى الاجتماعية والعادات والتقاليد التربوية مع نوع ومستوى التعليم في مختلف المراحل الدراسية .
في الدول العربية والاسلامية هناك مفاهيم محددة لسلوك ونظام الاسرة والانظمة التربوية والتعليمية تتحكم بها العقيدة من مختلف المذاهب الاسلامية .
يبدو ومن خلال ما يحدث في مؤسسة الاسرة والعلاقات الزوجية أن هذه العلاقات تتطور او تأخذ مسارات يمليها الواقع حتى أنها تبتعد عن الاشتراطات الدينية الاسلامية لقيام الاسرة أو مراسم الزواج وأركانه .وأزاء ذلك يقف رجال الدين مواقف مختلفة منها ،ومعظم هذه المواقف تدين الانظمة الاجتماعية الجديدة دون ان تدرسها دراسة جادة في ضوء معطيات العصر المعقدة ،فضلا عن سيادة مفاهيم الحريات الشخصية التي تفرضها بعض المنظمات الاقليمية والدولية وبدوافع مختلفة منها إيجاد سبل حديثة للهيمنة على الشعوب وبلورة أنظمة مستحدثة لقيادة العالم .
ان من أهم أساليب الهيمنة على الشعوب حديثا هي إيجاد بيئة تسود فيها الحريات الفردية إنطلاقا من مفاهيم الديمقراطية الاوربية والامريكية وكذلك تسييد المفاهيم الليبرالية وحمايتها بإرادات دولية عن طريق القوانين المشتركة او خلق منظمات رعائية .
يتبجح الكثير من المسؤولين والسياسيين في دول العالم الثالث ( النامي ) بأن تزايد إرتفاع حالات الطلاق إنما هو ظاهرة او حالة عالمية متناسين أن قيمنا الدينية والاخلاقية تستند الى ثوابت دينية وهي التي تمنع ذوبان الشعوب في أنماط البنى الاجتماعية الغربية الاستكبارية.
وفي ما يلي جدول بحالات الطلاق في العالم ؛
بلجيكا: ٧١ .%.
البرتغال؛ ٦٨ .% .
المجر : ٦٧ .% .
التشيك: ٦٦.%.
أسبانيا : ٦١.%.
لوكسمبورغ: ٦٠.% .
كوبا : ٥٦.%
فرنسا ٥٥.%
أمريكا ٥٣.% .
نرى أن هذه الحالات النسبية ليست ذات خطورة كبيرة على مجتمعات دول العالم المذكورة لوجود أنظمة إجتماعية يمكن أن تمتصها مع قرارات ليس من الصعب تطبيقها .
_لكن إذا نظرنا الى إرتفاع النسب الخاصة بالدول العربية سنجد أن الارتفاعات تؤشر الى إنهيار معظم القيم التي تعزز الروابط الاسرية، حيث إن العلاجات سوف لا تكون بمستوى علاجات الدول الغربية .
وهذا جدول نسب حالات الطلاق في البلاد العربية:
الكويت : ٤٨.%.
مصر ٤٠.% .
الاردن : ٣٧ .%.
قطر :٣٧.% .
لبنان :٣٤.%.
الامارات : ٣٤.%:
السودان: ٣٠.%.
العراق: ٢٢ .%.
السعودية: ٢١ .%.
الجزائر : ١٤ .%.
نرى ان إرتفاع نسب الحالات في العراق تعد كارثية بسبب عدم الاهتمام بإفرازات ذلك في المجتمع وفي هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد ،فضلا عن إنعدام التفكير بايقاف تمدد الكارثة أو عدم الاستجابة لبلاغات الجهات ذات العلاقة .
من خلال إطلاعنا على المقترحات المقدمة للحد من هذه الظاهرة فإنها تنصب على الجوانب الاقتصادية في المقام الاول ،وتاتي بعدها أسباب مختلفة منها سيول الاعلام المعادي ضمن الحرب الناعمة القائمة حاليا ضد المجتمع العراقي والتي أدت الى أزمات مختلفة ومستعصية .
إن من أولويات إيقاف مد هذه الظاهرة هي خوض الحرب الناعمة وعلى مختلف المستويات والاختصاصات ،لان دول الاستكبار العالمي مهمتها مهاجمة المباديء في العقول ،فالحرب الناعمة أصبحت البديل عن أية حرب أخرى ، وهذه الحرب ناشبة في العراق منذ زمن ليس بالقريب ولذلك فإن الكثير من التناحرات تسود المجمع العراقي ولا سيما السياسي .
جهاد التبيين هو الجهاد الذي يتصدى للتزييف والكذب والخداع ولذلك فهو أهم أساليب الحد من الظواهر المؤذية للدولة .
جهاد التبيين هو كل حديث ( قولا او كتابة ) ضد التزييف الذي يمارسه الاعداء ضدنا عبر مختلف وسائل الاعلام ، ومن يمارسه عن دراية وتبصر وامكانية يثاب بثواب الجهاد .
ندعو كل الجهات المسؤولة الى ضرورة الاسراع بالعمل على إتخاذ كافة التدابير ومنها جهاد التبيين لايقاف مد إرتفاع نسبة الطلاق .
جهاد التبيين فريضة أو واجب إسلامي أنساني لانه رد متبصر ضد التزييف والتحريف والخديعة ،وهو سلاح فعال في الحرب الناعمة ضد الاعداء .
(شرح مفهومي جهاد التبيين والحرب الناعمة تجدونه في كتابنا الموزع مجانا الشهر المنصرم والمنشور على صفحتنا في الفيسبوك حيث يمكن تحميله بسهولة ، وأسم الكتاب [ كتاب ٢٥٠ سنة من عمر الانسانية / تأليف السيد علي الخامنئي / عرض ووجهة نظر / جهاد التبيين والحرب الناعمة في سيرة الائمة عليهم السلام)
وعنوان صفحتنا على الفيسبوك هو ( المجتمع والاخلاق سميرة الموسوي )
والله ولي التوفيق
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha