الشيخ مجيد العقابي *||
لم اقرا في التاريخ العربي عموما والاسلامي خصوصا ان المكر والخداع ظاهرة ايجابية يمكن ان تسخدم كممارسة طبيعية بوصفها صفة حميدة مقبولة شرعا وعقلا!
على العكس تماما فان العرب يمقتون المكر والخداع ويعتبرونها صفات سلبية مخلة بالرجولة ومن يعمل بها.
ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع فإني سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: إن المكر والخديعة في النار .
وقال الإمام علي (عليه السلام): إن المكر والخديعة في النار، فكونوا من الله عز وجل ومن صولته على حذر.
وعنه (عليه السلام): لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب.
وعنه (عليه السلام): لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس.
وعنه (عليه السلام): لولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن المكر والخديعة والخيانة في النار لكنت أمكر العرب.
وعنه (عليه السلام): لولا التقى كنت أدهى العرب.
قال المجلسي رضوان الله عليه في تبيين حديث 18648: بيان: في القاموس: المكر الخديعة، وقال: خدعه كمنعه خدعا ويكسر: ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم، كاختدعه فانخدع، والاسم الخديعة، وقال الراغب: المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة، وذلك ان المكر مذموم، وهو أن يتحرى به فعل قبيح، قال تعالى: * (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) * وقال في الأمرين: * (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون) * وقال بعضهم: من مكر الله تعالى إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدنيا، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله، وقال:
الخداع إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه.
وفي المصباح: خدعته خدعا فانخدع، وربما يفرق بينهما حيث اجتمعا بأن يراد بالمكر احتيال النفس واستعمال الرأي فيما يراد فعله مما لا ينبغي، وإرادة إظهار غيره، وصرف الفكر في كيفيته، وبالخديعة إبراز ذلك في الوجود وإجراؤه على من يريد، وكأنه (عليه السلام) إنما قال ذلك لأن الناس كانوا ينسبون معاوية إلى الدهاء والعقل، وينسبونه (عليه السلام) إلى ضعف الرأي، لما كانوا يرون من إصابة حيل معاوية المبنية على الكذب والغدر والمكر، فبين (عليه السلام) أنه أعرف بتلك الحيل منه، ولكنها لما كانت مخالفة لأمر الله ونهيه فلذا لم يستعملها، كما روى السيد الرضي (رضي الله عنه) في نهج البلاغة عنه صلوات الله عليه أنه قال: ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، مالهم قاتلهم الله؟! قد يرى الحول القلب وجه الحيلة، ودونه مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين.
والحريجة التقوى، وقال بعض الشراح في تفسير هذا الكلام: وذلك لجهل الفريقين بثمرة الغدر، وعدم تمييزهم بينه وبين الكيس، فإنه لما كان الغدر هو التفطن بوجه الحيلة وإيقاعها على المغدور به، وكان الكيس هو التفطن بوجه الحيلة والمصالح فيما ينبغي، كانت بينهما مشاركة في التفطن بالحيلة واستخراجها بالآراء، إلا أن تفطن الغادر بالحيلة التي هو غير موافقة للقوانين الشرعية والمصالح الدينية، والكيس هو التفطن بالحيلة الموافقة لهما، ولدقة الفرق بينهما يلبس الغادر غدره بالكيس وينسبه الجاهلون إلى حسن الحيلة كما نسب ذلك إلى معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأضرابهم، ولم يعلموا أن حيلة الغادر تخرجه إلى رذيلة الفجور، وأنه لا حسن لحيلة جرت إلى رذيلة، بخلاف حيلة الكيس ومصلحته فإنها تجر إلى العدل.
وقد صرح (عليه السلام) بذلك في مواضع يطول ذكرها وهو (عليه السلام) لسعة علمه كان أعرف الناس بجميع الأمور، ومع ذلك لم ينجر الى هذا الطريق المؤدي الى نار جهنم البته.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا رأيتم العبد يتفقد الذنوب من الناس ناسيا لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به.
وهنا زبدة المقال ومقصده
وهو انهيار القيم والاخلاق والتلبس بلباس الدين او التمرتس خلف العناوين بصفحات وهمية وصل وصفها بالجيوش وهذا يجعلنا في حيرة من امرنا حيث لا امان لاحد من الوقوع في شراك ومصيدة الخديعة.
ان الذين يقفون خلف الصفحات الوهمية لهم غايات واهداف ولديهم مشكلة في اخلاقهم ودينهم، فاما الغايات هي مراقبة الناس او المضايقة بطريقة واخرى او خلق راي عام او تصور عن شخص او مجموعة او دولة وهكذا
واما المشكلة في الاخلاق والدين فهؤلاء فهموا الدين معكوسا واتخذوا من خدعة المصاحف والخوارج طريقا ولذلك هم يبررون فعلتهم الخبيثه بانها لمصلحة الدين !؟ وهذا هو فعل الخوارج الذين قلبوا الموازين حيث قتلوا من يحب عليا عليه السلام مثل الخباب وزوجته وبنفس الوقت عادوا الى مكان بستان وجدوا منه تمرة واحدة قد سقطت في رحلهم ؟!!!!
ايوجد جهل مركب اكبر من هذا ؟
فبعض الذين لديهم صفحات وهمية يطلبون الحسنة بالسيئة فهم فهموا الدين ميكافيليا وليس عقائديا ! اي ان الغاية تبررها الوسيلة وليس عقائديا بالتعامل مع الحلال والحرام والابتعاد عن التجسس او المكر والخديعة او ان الله غير موجود فهو وحاشاه يجهل الصفحة الوهمية مثل ما يجهلها الضحية ؟!
اوليس الله مطلع على كل شيء وما تخفي الصدور؟
ايؤمن من يفعل ذلك بوجود رقيب عتيد ؟ ايؤمن ان كل شيء احصيناه في كتاب مبين ؟ ايؤمن ان الله لا تاخذه سنة ولا نوم ؟
وللاسف ان هذا المرض يكثر عند من يحسب عن الاسلام عنوة.
لقد زهقت ارواح كثيرة وتم تدمير الموازيين الاجتماعية وانهك الناس بسوء الظن وماعادوا يعيشون بامان او يثقون ببعضهم البعض ذلك لان المكر والخداع كثر بينهم حتى باتوا لا يميزون الصديق من العدو!.
اني لارجو الله جل جلاله ان يتعظ من يقرا هذه السطور المتحسسه لهموم المجتمع الراجية الى بسط الحب والسلام والخشية من الله جل جلاله الداعية الى دين القران والرسول والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم، وعسى من كانت فيه هذه الصفة السيئة ان يتوب الى الله من مراقبة الناس او المساس بهم فليس من الدين ولا الرجولة ولا الانسانية ان يتم التربص بالغافلين الذين يعيشون بسلام من دون مكر او خداع فيتم خداعهم والله لا يقبل بهذه الافعال.
وليتق الناس ربهم بحفظ الامانة وصدق الحديث وحسن التعامل حتى لا يكونوا مصداق لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. صدق الله العلي العظيم.
*مركز الفكر للحوار والاصلاح
https://telegram.me/buratha