مهدي المولى ||
هذا عنوان كتبه أحد الكتاب الذي يدعي إنه إسلامي والحقيقة إنه من مجموعة الفئة الباغية المعادية للإمام علي ونجليه وشيعته من المجموعة التي ذبحت الإمام علي ونجليه وشيعته وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها او تجاهلها من الذين حاولوا أخفاء حقيقتهم فقالوا سيدنا يزيد رضي الله عنه قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه لكنهم لا يدرون ان هذا الغطاء كشف عورتهم وفسادهم وخروجهم على الإسلام وقيمه الإنسانية السامية.
المعروف جديا إن ظهور الفئة الباغية بقيادة آل سفيان والتي كانت تضم كل المنافقين الحاقدين على الإسلام و الذين لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه على المسلمين على إنه الإسلام فكانوا يتظاهرون بالإسلام علنا لكنهم يبطنون الكفر والعداء للإسلام والمسلمين سرا وهكذا تمكنوا من اختطاف الإسلام وركوبه والسيطرة على كثير من أعراب الصحراء وفرضوا قيم بداوتهم الوحشية المعادية لقيم الإسلام الإنسانية الحضارية.
لا شك ان هذه الحالة المزرية التي أعلنت عدائها للإسلام والمسلمين باسم الإسلام جعلت الفئة الإسلامية الذين تمسكوا والتزموا بقيم ومبادئ الإسلام الإنسانية الحضارية الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام تخشى على الإسلام من الضياع وعودة الجاهلية البدوية العشائرية ورجالاتها آل سفيان وغيرهم الى الحكم والسيطرة حيث استندوا الى حديث مكذوب على الرسول الكريم (سادتكم في الجاهلية سادتكم في الإسلام) وهذا يعني سادتكم آل سفيان في الجاهلية سادتكم في الإسلام كرد فعل على هذه الردة الكبيرة نشأ التشيع في زمن الرسول بقيادة الإمام علي ونجليه وشيعته الذين ارتفقوا الى مستوى الإسلام وآمنوا به وتمسكوا والتزموا به وبقيمه ومبادئه الإنسانية السامية وبدأ الاختلاف والصراع بين الجهتين أي بين البداوة الصحراوية العشائرية وبين قيم الإسلام الحضارية والإنسانية في زمن الرسول.
المعروف جيدا إن الرسول الكريم محمد هو الذي أطلق على مجموعة آل سفيان اسم الفئة الباغية كما إن القرآن الكريم وصفهم بأشد أهل النفاق نفاقا وأهل الكفر كفرا (ألأعراب أشد كفرا ونفاق) كما وصفهم بالفاسدين المفسدين ( إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) وبدأ الصراع بين الفئة الباغية وبين الفئة الإسلامية بين الذين اختطفوا الإسلام وركبوه وسيروه حسب رغباتهم السيئة وشهواتهم الخبيثة بقيادة آل سفيان وبين الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام والتزموا وتمسكوا بقيمه بقيادة آل الرسول محمد.
لهذا بدءوا يحيكون المؤامرات وبما إنهم لا يملكون الشجاعة على المواجهة لهذا قرروا الاستسلام لا الإسلام علنا وأخذوا يكيدون للإسلام والمسلمين سرا وأخيرا قرروا التخلص من الرسول من خلال محاولة اغتياله عند عودته من تبوك لكنها فشلت رغم إنه يعرف أسماء الذين شاركوا في محاولة اغتياله لكنه لم يكشفهم في حينه قبل العودة الى المدينة فكان متألما ومتعبا جدا فأمر بتجهيز جيش أسامة لكنهم سخروا منه فظن بهم سوءا فأمر بورقة وقلم ليكتب وصيته فسخروا أكثر منه وقالوا إنه يهذي ولكنه أصر على كتابة وصيته فأمروا فشعروا بالخطر المحدق بهم لهذا أمروا بقتله وفعلا تم قتله .
بدأت الفئة الإسلامية أقلية وعلى شكل أفراد قلائل ليس لها دور فعال أمام الفئة الباغية التي جمعت الأعراب وكل من له مطامع خاصة وكل من يؤمن بالبداوة العشائرية المعادية للدين الإسلامي وقيمه الإنسانية الحضارية.
لهذا بدأت الأنصار تفكر في إنقاذ نفسها من حقد وكراهية قريش خاصة بعد سيطرتهم على الحكم خوفا من سيطرت قريش الفئة الباغية آل سفيان لأنهم حموا الرسول محمد ودافعوا عنهم في معاركه ضدهم وكانوا وراء قتل الكثير من رجالهم البارزين كما إن الرسول أوصى بالأنصار ودعا المسلمين الى سلوك مسلك الأنصار لا شك كل ذلك لم يمحى من قلوب قريش الفئة الباغية وجاء يوم الحساب ولكن بلعبة خبيثة عشائرية بدوية أدت الى شق الأنصار فعادوا الى جاهليتهم الى الآوس و الخزرج وتمكنت الفئة الباغية أي قريش من السيطرة على المسلمين أما آل الرسول والفئة الإسلامية التي معهم فكانوا أقلية لا حول لهم ولا قوة فبدءوا بتضليل الأنصار وتضليلهم أولا ثم قاموا بعملية إبعادهم عن الحكم حتى تمكنوا أخيرا من ذبحهم جميعا واغتصاب نسائهم وأخذ أموالهم وذبح أطفالهم وبدلوا اسم مدينهم المدينة التي سماها الرسول الطيبة الى اسم المدينة الخبيثة.
أما آل الرسول ومحبيه فهم أقلية لا ناصر لهم ولا معين حاصروا بيت الإمام علي وطلبوا منه البيعة لكنهم رفض ذلك وبقوة حتى إنهم كسروا الباب وكانت ورائه زوجته السيدة فاطمة مما أدى الى كسر ضلعها.
الغريب ان صاحب المقال ان يتهم الأنصار بإعادة النمط القبلي وكأن الفئة الباغية قريش لم تعمل على إعادة النمط القبلي وكأنها عندما اغتصبت الحكم لم تبعد آل الرسول ومحبيهم والأنصار من التقرب منهم بل شنوا حملة إبادة ضدهم أينما وجدوا ولم يبق أحد منهم في الجزيرة .
من هذا يمكننا القول إن السقيفة هي التي مهدت للفئة الباغية اختطاف الإسلام وبالتالي أدت الى انحراف الإسلام ومن ثم ضياعه وأدت الى عودة النمط القبلي البدوي العشائري وحمته ورسخته وأنهت القيم الإسلامية الإنسانية الحضارية.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha