المقالات

قصة حقيقية.. أصحاب المقولة الظالمة"أيران ….. برَّه برَّه"

1396 2022-06-19

مازن البعيجي ||

 

           في إحدى معاركنا ضد د١عش وفي مكان ما كان القتال به شرسٍ وأخذ عِينة شبابنا ، حيث كان القنص يحصِد بتلك الرؤوس التقيَّة المُؤمنه والتي طلّقت الدُّنيا وزُخرفها ، وكلّما تقدمنا قدّمنا شهداءاً كورودٍ يقطفها أنجاس ، مضى يوماً وكان من أقسى الأيام ونحن نُخلي أجساد شهدائنا الطاهرة التي كانت كأقمار أفَلتْ في لحظةٍ واحدة ، وتعرّفنا على كلّ الجثث الطاهرة، إلاّ جثة واحدة كانت شبه سالِمة إلاّ اطلاقة واحده إخترقت قلب صاحبها ، قبّلتُ وجههُ البرّاق حيث تعلُوه بسمة ككُل الذين يفِدونَ على الله سبحانه وتعالى من الشهداء ، حملناه ولكن دون أن نعرف إسمه ومن يكون ، وصلنا بهم إلى مكان مؤمَّن ليتم تشييعهم لأهليهم وبقي جثمان ذلك الشاب الذي يضع إشارة البسيج على عُنقه ، الكل يقولون لا نعرفه وقد يكون من الوجبة التي أتت ليلاً من قِبل القائد فلان ، قام أحد الإخوة بالتفتيش في جيوبه التي أغرقتها الدماء القانية  وأصبنا بالذهول …وإذا بهوية أحوال مدنيّه إيرانيّة ورسالة وبعض الأموال وصورة للإمام الخُميني قُدّست روحه وأخرى للقائد الخامنئي ، تبيَّن لاحقاً أنَّهُ زائراً إيرانياً جاء للزيارة لكن ، كانت نيَّته الأشتراك بالقتال  ضد الأرجاس "داعش" وتلبية الفتوى المباركة ، أخذنا الرسالة التي في جيبه وقد كانت مطوّلة كُتِبت فيها العبارات التالية :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا الأكرم مُحمَّد وآله الطيبين الطاهرين .

سيدي أبا عبد الله الحُسين ، منذ أن عرفتُ مظلوميتك وما جرى عليك وفي قلبي نيران تستعر ولا أكاد يقرّ لي قرار ،، وقتها أنا آخر سنة لي في الجامعة ، وقد سمعت بالفتوى وإنَّ د١عش تُريد هدم قِبابِك ، ذهبت إلى والدي الحاج رضوي والذي أنا إبنه الوحيد وأختي كوثر الصغيرة وزوجتي نرجس التي إشترطت مهرها أن أمضي شهيداً وأن لا أختار غيرها ولن أختار ، وقلتُ له يا والدي يا حاج رضوي أنت السبب وكانت العبرة تخنقني فتعجبَ ! ولم يفهم طلبي وملامتي.

قال لي ولدي حبيبي لم أفهم ما تعني؟ قلت أنت السبب في حُبي للحسين (عليه السلام) إغرورقت عيناه بالدموع وقال لي ، لِمَ تقول ذلك يا قلب ابيك ؟ قلت أريد الذهاب لزيارة الحُسين (عليه السلام) ، فقد غمرني الشوق ، تجمعت العائلة وأخذت تبكي بصوت عالٍ وشوق وشغف ، قال والدي أنا لا أُمانع يا حبيبي رتّب حالك وعليّ مُؤنة السفر ، قُلت بشرط أن تُجيزني بأيِّ تصرف شرعي حتى لو لم أخبرك به ولك عليّ أن لا يخرج تصرّفي خارج ما يُقِرُّ عينك عند الحُسين (عليه السلام) طأطأ الأب الحنون رأسه وكأنَّهُ فهم ما يريد أبنهُ المهندس والذي بعد أيام يتخرّج من الجامعة .

جاء يوم السفر هويتُ على قدَميّ والدي ووالدتي أشكرهُم على نعمة الولاية وحب العترة المطهرة (عليهم السلام) وقلتُ لهُ ياحاج قد يزيد بُكائك على الحُسين (عليه السلام) وقد تُضاف جمرة إلى جمرة الحُسين (عليه السلام) فلا تجزع ، فقد يمنَّ الله تعالى عليك بشرفٍ لم يكن في الحُسبان ، تعانقنا بحرارة ودموع وعند عناق أمّي كانت المفاجأة همسَت بمقطعِ الأنفاس رغم صمتها منذ عرفت السفر ، قالت كبدي وجمال عمري والأمل ، قبّل لي أقدام الزهراء (عليها السلام) إن أقبلتَ عليها ، صرختُ مذهولاً من كلامها وعرفت أني شهيداً لا مُحال ، هويت على أقدامها أُقبّلها لرباطة جأشها والثبات ،

هل وفيتُ يا أبا عبد الله ؟ ...

كل الحاضرين عند الجسد الطاهر قد سمعوا قراءة الرسالة فضجّ الحاضرون بالبُكاء والعويل واللطم على الوجوه والصدور على نعمة تلك النماذج الولائية والنخبة والصفوة من عشاق الحسين (عليه السلام) أخذنا نُقبِّل وجهه واليدين التي تفوحان منها عطر الجنّه والتي تأنس الروح به كما بقية الشهداء .

كان طَلبه أن يُدفن في روضة الشهداء في العراق ويُكتب على قبره (أنا رضيتُ بكَ سيِّدي فهل تَرضى بي) ؟

 

نُسخةً منهُ الى: أصحاب القلوب المليئة بالحقد على أيران الإسلام

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك