المقالات

“العارات” يريدون كسر ضلوعنا؟!

1675 2022-06-12

قاسم العجرش ||

 

مر إحتلال الموصل عام 2014 من قبل الدواعش الأشرار؛ على كثير من فاقدي الحياء، وكأنه حدث عادي يمكن أن يحصل في كل زمان ومكان!

كان عند بعضهم؛ يشبه شرب قدح من شراب عرق السوس، الذي يسقيه بآنية من نحاس، الباعة الجوالين في الموصل ببزتهم الخاصة..

بدت الصورة وكأن كل شيء قد إنتهى، وأن الموصل ومعها ثلث العراق لن نراها ابدا                           ..من ضمن الذين راوا ذك، الجالسين في بغداد قبل العاشر من حزيران 2014..

حتى الناس البسطاء أصابهم ذهول الصدمة، كيف لمائتين وخمسين داعشيا فقط، أن ينتصروا على خمسين الفا من القوات العراقية، كانوا مدججين بسلاح قيمته عشرين مليار دولار، أصر “الأصدقاء” الأمريكان على أن يُخَزَن في الموصل! كيف..ولماذا؟!

خزنوه هناك؛ ليكون نواة تسليح دولة داعشستان السنية، ولكي يكون بعيدا عن  أبناء الجنواب الشيعة، وفي طليعتهم رجال المقاومة..كانت هذه هي النقطة التي بعدها ذهب العراق؛ الى رأس سطر جديد..!

رأس السطر..القصة معروفة؛ قادة الجيش والشرطة؛ المحملة أكتافهم بالنجوم والتيجان والسيوف، ومعهم باقي الأسماء الكبيرة، هربوا عبر دولة كردستان المجاورة، وبقي الجنود لا يعرفون أين يولون وجوههم، فهرب من هرب وقضى نحبه من قضى، وسَلِمَ القادة وسُحِقِ الجنود، وأرتفعت أعلام دولة الخرافة بعدها في تكريت والفلوجة و..ثلث العراق!

كان السكان المدنيين وقادتهم الإجتماعيين والسياسييبن؛ شيوخ العشائر، رجال الدين، التجار والمنخرطين في ساحات الإعتصام، يقفون صفوفا طويلة، ليضربوا أكف البيعة، للشيشاني والأوزبكي، والفرنسي، والتونسي والسعودي، وبقية الشذاذ الذين تسيدوا على أرض العراق..

إنه الإصطفاف الطائفي الذي عملوا على إذكاءه؛ طيلة السنوات التي تلت زوال نظام صدام عام 2003، وهو إصطفاف كان قد أسس له صدام نفسه، في حملته الإيمانية التي شرع بها عام 1992، في محاولة لبرمجة العقل السني؛ ليقف الى جانيه يوم يحتاجه، لكن تخطيط صدام لم يأت بنتيجة، فقد أستقبلت المدن العراقية السنية الأمريكان بالأحضان عام 2003، وسَلَمت مفاتيح تلك المدن للغزاة بإحتفالات رسمية، فيما بقيت أم قصر في اقصى الجنوب، تقاتل وحدها لمدة خمسة عشر يوما، وشتان بين المواقف، وشتان بين الرجال..!

تلك هي قصة الموصل التي تصور كثيرين أنها لم تعد جزءا من العراق..

عاد قادة العسكر الى بغداد يتلمضون كالعواهر، ومنحتهم الحكومة مكافئات الهزيمة، فأستلموا قطع أرض في أماكن مميزة في بغداد، فقد حولت أمانة بغداد؛ حدائق شارع فلسطين الى قطع سكنية، إكراما لخيانتهم وجبنهم..نعم كوفئوا لأنهم كانوا أمناء؛ على تنفيذ المخطط التآمري المكشوف..!

يومان فقط؛ بين سقوط الموصل والشروع بعملية تحريرها، فقد صدرت الفتوى يوم الثالث عشر من حزيران، لكن قبلها كانت فصائل المجاهدين قد شرعت بعملياتها ضد الدواعش؛ الذين باتوا يطرقون أسوار بغداد، وكانت الإمدادات قد وصلت من إيران، وسليماني حط مع خمسين من رجاله في أربيل ليحموها، بعد أن إستنجد به بارزاني، فيما بيشمركَته كانوا يتعشون سوية مع الدواعش..!

في بغداد حقائب كبار المسؤولين الحكوميين والسياسيين، كانت تتزاحم في صالات المطارات..وفجأة أنقلب السحر على الساحر، وبدأ مسلسل التحرير..

كان المنظر غريبا ولكنه مهيبا، سيارات حمل كبيرة، يتزاحم الرجال المدنيين لصعودها، ليتوجهوا الى ساحات القتال، فيما كان الجنود ينظمون عملية إركابهم، وزجهم في المعركة..!

المدني كان ذاهبا للقتال، والعسكري يقوم بإركابه في الشاحنات، وابحثو في محرك البحث الأليكنروني كوكل عن هذه الصور، كوكل حفظه الله ورعاه أمين جدا على ما حُفِظَ لديه، وستكتشفون معنى المفارقة؛ التي لم يحصل مثلها طوال التاريخ إلا في العراق!

لقد نظم الشعب العراقي صفوفه، وشكل الرجال الذين أستجابوا لفتوى الجهاد الكفائي حشدهم الشعبي، ومن لحظتها إنتصرنا..!

اليوم تتصاعد أصوات الجبناء؛ الذين لم يشاركوا في ملحمة الإنتصار، مطالبين بحل الحشد الشعبي، ليس لأن الحشد اصبح قوة رئيسية للدفاع عن العراق، ولا لأنه شوكة بعيون من تسول له نفسه؛ المساس بسيادة العراق، ولا لأنه لم يدخل بيت الطاعة الأمريكي، بل لأن "العارات" المطالبين بحله، يريدون أن يتخلصوا من عار مشاركتهم بصنع الهزيمة..

كلام قبل السلام: "العارات" الذين يرومون كسر ضلع الحشد الشعبي؛ هم خليط متجانس، من “الناشطين المدنيين”، وأبناء السفارة من جيوش الذباب الأليكتروني، وأدعياء الوطنية من اليسار العراقي، المتسكع على بوابات مكاتب الإتحاد الأوربي والسفارات الغربية، ومعهم ابطال ساحات الإعتصام السابقة المعروفين، ومعهم أيضا دواعش الشيعة، وهؤلاء قصتهم قصة..!

سلام..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2022-06-12
سرد متناسق لحقاىق يجب ان يكتبها التاريخ احسنتم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك