مهدي المولى ||
نعم العراق وإيران ليس بلدين جارين بل إن العراق وإيران شعب واحد ووطن واحد .
المعروف إن إيران والعراق دورة حضارية واحدة وهذا هو السبب وراء كره بدو الصحراء للعراق وإيران وحقدهم عليهما منذ أقدم الأزمنة وحتى عصرنا ومن هذا يمكننا القول إن الصراع بين إيران والعراق وبين بدو الصحراء صراع بين الحضارة والعقول الحرة الممثلة بإيران والعراق وبين الوحشية المتمثلة بالبداوة الجاهلية العشائرية وحتى بداوة آل سعود والعقول المحتلة.
المعروف ان الإسلام اختطف من قبل أعراب الصحراء التي سماها الرسول بالفئة الباغية والتي وصفهم القرآن الكريم بأشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا ( الأعراب أشد كفرا ونفاق ) كما وصفهم القرآن الكريم بالفاسدين المفسدين (إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) وهذه حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها او تجاهلها إلا أولئك الأعراب أي بدو الصحراء.
لا شك ان العراق وإيران لم ينطلقا من منطلقات استعمارية ولا هدفهما تأسيس إمبراطورية ولا تأسيس قوة عسكرية هدفها غزو واحتلال الآخرين وفرض رغباتهم وشهواتهم على الآخرين بل أنهما مصدر حضارة ومنبع ثقافة ودعوة أصلاح وتجديد لهذا فإنهما يصدران الحضارة الثقافة العلم المعرفة وهذا لا يرضي بدو الصحراء بل يشكل خطرا على وجودهما لهذا قرروا إعلان الحرب على العراق وإيران من أجل إخماد شعلة الإسلام أي الحضارة والنور التي سطعت في إيران والعراق فكانا بحق منبع الحركات الفكرية والسياسية والعلمية ورحم كل أهل العقول الحرة والمثقفة من علماء وأدباء ومفكرين في التاريخ الإسلامي .
من هذا يمكننا القول إن أبناء العراق وإيران أول من آمن بالإسلام وتمسك بقيمه الإنسانية السامية لأنهم ارتفعوا الى مستوى الإسلام وآمنوا به وفهموه الفهم السليم الصحيح لهذا كانوا القوة التي دافعت عن الإسلام وحمته من الضياع والزوال.
لا شك إن أبناء العراق وإيران وراء كل الحركات الفكرية والإصلاحية ورحم كل العقول النيرة الحرة والتي كانت وراء بقاء الإسلام المحمدي واستمراره حتى قيام الصحوة الإسلامية بقيادة حفيد الرسول الكريم محمد ص التي أعطت للإسلام صورته الحقيقية والتي نظفته وطهرته وحررته من أدران وشوائب الفئة الباغية آل سفيان وآل عثمان وآل سعود وصدام وزمرته التي عملت المنكرات باسم الإسلام حيث شوهت صورته لأن الكثير بدو الصحراء الأعراب وبدو الجبل الأتراك لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستوهم وطبعوه بطابعهم وكانوا وباء على الإسلام والمسلمين.
المعروف إن الصحراء لم تنتج أي حركة فكرية علمية ثقافية فكانت تلد مجموعات وحشية وسيلتها غزو الآخرين وذبحهم وأسر واغتصاب نسائهم ونهب أموالهم وتخريب كل رمز إنساني حضاري وتفجير مراقد أهل البيت المحمدي وذبح محبيهم وهذا ما حدث خلال غزو الكلاب الوهابية الصدامية.
يحاول هؤلاء العبيد السفلة ان يقللوا من شأن العراق وإيران من خلال الإساءة اليهما بأنهما لا يملكان حضارة ولا معرفة بل كانت ثقافتهما مزيج من الهمجية والعقائد الأسطورية كان العراقيون والإيرانيون رعاة غزاة رغم علمهم إنهما لم يغزو أي بلد بل كانوا مصدر حضارة وثقافة وعلم حتى الذين غزوهم كالأعراب والمغول والأتراك تمكنوا من الانتصار عليهم حيث تمكنوا من التقليل من وحشيتهم ومن ثم اعتناقهم للإسلام ولو بشكله البدوي إلا القليل منهم.
المشكلة إن هؤلاء أي الأعراب المغول الأتراك لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام طبعا لم أقصد الجميع هناك مجموعة تمكنت من الصعود الى مستوى الإسلام الصحيح وتمكنت من فهمه ومعرفته ولكني اقصد الكثير منهم بل أنزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم لهذا كانوا أكثر خطرا على الإسلام والمسلمين من أعداء الإسلام.
لكن بفضل الصحوة الإسلامية وثمرتها الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة الإسلامية بدأت شمس الإسلام تشرق وبدأ الناس يدخلون في الإسلام أفواجا لأنه تنظف وتطهر من كل أدران الجاهلية وشوائبها نتيجة لاختطافه من قبل أعداء الإسلام آل سفيان وآل عثمان وآل سعود.
وهكذا يبقى العراق وإيران بلد واحد وشعب واحد ويبقى رحم حركات الإصلاح والتجديد وكل العقول الحرة المستنيرة رغم كيد ومؤامرات أعداء الحياة والإنسان.