عبد الحسين الظالمي ||
الحشد قوة امنية عقائدية انبثقت على اثر فتوى الجهاد الكفائي من المرجع الاعلى السيد السيستاني لدفاع عن حياض الوطن ومقدساته
وكان له دورا فعالا في قلب معادلة الصراع ضد اعداء العراق وداعميهم ، وبسبب علة انبثاقه ودوره الكبير في صناعة النصر الذي اعاد كرامة العراقين وعزتهم بعد ان تعرضت الى هزه عنيفة جدا نتيجة غزو داعش .
وبناءا على ذلك ولكون الحشد احبط هذا المخطط فكان هذا العداء ردت فعل على تدمير مخططهم بالاضافه الى ان الفتوى تضمنت نصوص تدعوا الشعب الى المساند والدعم
لمن في المعركة من مقاتلين والشهداء لذلك هب الخيرين من ابناء الشعب لمساندة هذه القوة والوقوف خلفها بالمال والانفس مما اوجد علاقة روحية ومقبولية للحشد بين الوساط ابناء الشعب وكان محط افتخار وتباهي اغلب ابناء الشعب في المناطق الغربية ناهيك عن مناطق الوسط والجنوب .
والسوال اذا كان الحشد يحظى بكل هذه المساحة من القبول والرضا والحب من ابناء الشعب اذا من الذي يعادي الحشد ويقف ضده ؟ ولماذا ؟.
و اذا كان هدف الحشد الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته وقد جسد ذلك فعلا واالشوارع والقصبات وكل تقاطع في عموم مدن العراق وقصباته تتزين بصور الالف من شهداء الحشد وجلهم من الشباب البسطاء تركوا عوائلهم وملذات الحياة وذهبوا للتضحية بدون مقابل بل البعض تكفل حتى اجرة سفره من والى الجبهة اذا ما السبب الذي يجعل البعض يتنكر لهذا الدور وينقلب ضده وهو الذي يعترف في نفسه لولا الحشد لما كان موجود ويتمتع بهذه الحرية وبحبوحة الحياة ؟.
والجواب بكل بساطة يعود الى اكثر من سبب منها الانقسام حول موضوع الوجود الامريكي في العراق لكون امريكا تعادي ايران نتيجة الصراع المستمر بين الطرفين ولكون الحشد يدين لايران لجميلها بالوقف معه في ساعات الشدة التي خذل بها الحشد وبقى يقاتل بموارده الخاصة والتي سرعان ما نضبت وخصوصا في مورد التسليح والعتاد والذي تخلف عنه الجانب الامريكي ليعطي توقيتات كادت ان تؤدي الى انهيار كل شيء لو لا وقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب العراق وفتحت مخازن سلاحها وعتادها خلال ايام معدودة ليشهد ابناء الحشد سيل من الدعم
بالتجهيزات والسلاح والعتاد مما جعله بموقف قوي ساعد بالتحول من الدفاع الى الهجوم .
وعلى ضوء الانقسام الداخلي بين ابناء الشعب وبعض الاطراف والتيارات والشخوص الذين يرون في الوجود الامريكي سندا لوجودهم مما جعلهم يقفون بالضد من كل من يقف او يرفض العداء لايران ، لذلك كان موقفهم من الحشد سلبي بغض النظر عن دوره وافعاله فاطلما امريكا موقفها سلبي من الحشد لذلك يكون موقفهم سلبي ايضا وقد يتحول عدائي طبقا للموقف الامريكي من اي فصيل يتحرك في هذا الاتجاه ومن يتصور ان موقف الحكومة من بعص فصائل المقاومة هو موقف لفرض هيبة الدولة فهو مخطىء لكون هيبة الدولة لا يقتصر خرقها فقط على موقف حزب الله او الكتائب من الوجود الامريكي وذنب حزب الله ولواء ٤٥ وغيرهم هو فقط موقفهم العملي من التواجد الامريكي ولا يوجد اي عداء بين الحكومة وهذا الفصيل نابع من خروج هذا الفصيل عن اوامر الحكومة الا في هذا المورد
لذلك من يعادي الحشد ويقف ضده هم من يقفون الى الجانب الامريكي ويقف معهم الذين يرفضون كل من يقف ضد من له موقف ايجابي من جبهة المقاومة التي افرزها نفس الوجود والتدخل الامريكي .
و هذا العداء هو عداء تبعي وليس حقيقي الا من قبل الدواعش ومن يقف في صفهم ومن يدعمهم فهولاء عدائهم حقيقي للحشد والحشد يفتخر بهذا العداء اما عداء الاخرين وموقفهم السلبي من الحشد فهو يعتمد على الموقف الامريكي اولا ثم الموقف الذي برز بعد احداث١/١٠ والذي حاول المغرضون زج الحشد بكل الطرق في هذا الصراع الداخلي لذلك حاول البعض دفع الشباب لتمزيق صور الشهداء والاساءه لبعض الرموز وحرق مقرات الحشد وقتل بعض القيادات وقتل المتظاهرين لتحقيق مخطط زج الحشد ولولا حكمة بعض القيادات وفهمهم للمخطط لحدث ما لا يحمد عقباه وقد سبق ذلك موقف الحشد من مجمل العملية السياسية والنظام الديمقراطي بالاضافة الى اشتراك بعض التيارات والاحزاب التي رعت الحشد وساهمت في تشكيلة في الانتخابات مما اوجد نوع من الصراع التنافسي السياسي. لذلك نقول ان هذا الموقف ناتج من نفس التخندق انف الذكر وهو تخندق تكتيكي وليس حقيقي ليشكل عداء حقيقي للحشد لاننا نرى على ارض الواقع احترام وتقدير واجلال من اغلب ابناء الشعب للحشد قبل ان تخلط الاوراق والتخندقات .
والخاتمة نقول ان هناك ثلاث اسباب للموقف من الحشد :
الاول -عداء حقيقي لان الحشد هو السد المنيع الذي اوقف مخططهم وهولاء هم الدواعش والبعثية ومن يدعمهم ومن في سفينتهم .
الثاني - عداء وموقف سلبي تبعي ناتج من الانقسام الداخلي حول الصراع الامريكي الايراني وهذا يتطور شدة وضعف على ضوء هذا الصراع وتبعاته الداخلية والخارجية .
والثالث -هم خليط من عداء ومنافسة وخوف وهولاء يرون ان الحشد صمام امان العراق ومقدساته وربما صمام امان في المنطقة وقد يقف ضد مشاريعهم الانفصالية او التوسعية او يحجم نفوذهم ومصالحهم ويحد من فسادهم ويدمغ حجهم الطائفية والتي هي سبب وجودهم ونفوذهم او ينافسهم في المشروع السياسي نتيجة اشتراك بعض ممن محسوب على الحشد من تيارات وشخصيات في الانتخابات لذلك يحاول البعض ادخال الحشد في اي قضية حتى يتمكن من النيل منه او يجر الحشد لصراع جانبي يشغله عن اهدافه المقدسة ويكون المستفيد من هذا الصراع هم اعداء العراق الحقيقين والنفعين الذين لاتهمهم مصلحة العراق وهم معروفين عند الكل داخليا واقليميا ودوليا .