هادي بدر الكعبي ||
•أولا/ المقدمة:
عملت المؤسسات الدينية والثقافية في ايران على اعداد نشيد إسلامي يرمز لعلاقة الجيل الجديد بالامام المهدي عجل الله فرجه، وقد انتشر هذا النشيد في جميع أنحاء إيران(سلام فرمانده) والتي تعني {تحية أيها القائد} حيث تجري كلماته على لسان طفل صغير يدعو الإمام (المهدي عج) إلى الظهور قائلا: تعال يا روحي يا عشقي.. سأكون من انصارك ولا داعي للقلق بشأن جنود.
ولكن بعد أسابيع تم إعداد مقاطع جديدة بمشاركة المنشد (مهدي بني هاشمي) الذي قرأ بدوره نص النشيد ومن خلفه عدد من الأطفال،وقد تم تصوير النشيد في أماكن متعددة و بعضها يحمل دلالات رمزية مثل (مسجد جمكران) وغيرها من الأماكن.
وسرعان ما انتشر النشيد على امتداد إيران ليلقى ترحيبا واسعا من الأسر والأطفال.
وبناء على ما تقدم يمكن القول بان النشيد حمل عدد من الإشارات المهمة التي يمكن تصويرها على النحو الآتي وهو:
•ثانيا/ تحليل الأنشودة:
تبدأ انشودة (سلام فرمانده) بإلقاء السلام على الإمام الحجة المنتظر (المهدي عج) من قبل الجيل الجديد جيل العقد الحالي وعلى الرغم من صغر سن هذا الجيل إلا أنه يتعهد بأن يخدم الاسلام ويدافع عنه، فقد لبى نداء قائده السيد (علي الخامنئي ادام الله ظله الوارف) لما دعاه.
بعد ذلك تذكر الانشودة عدداً من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي والإيراني، والتي لعبت أدوارًا دينية وسياسية مهمة، فيتمنى الأطفال أن يحذوا حذوهم. أول هذه الشخصيات هو (علي بن مهزيار الأهوازي)، وهو من فقهاء القرن الثالث الهجري، ومن أصحاب الأئمة (علي بن موسى الرضا، و محمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري) صلوات ربي عليهم.
والشخصية الثانية هو يونس الشهير بـ( ميرزا کوچك خان) وهو مناضل وأحد زعماء الثورة الدستورية وكان (کوچك خان) معارضاً للتدخل العسكري الأنجلو – سوفيتي في الأراضي الإيرانية خلال الحرب العالمية الأولى فثار على الحكومة المركزية في طهران تحت قيادة (أحمد شاه) آخر الملوك القاجاريين متزعماً حركة الغابة (جنبش جنگلی) وحارب الحكومة القاجارية واستطاع الاستقلال بمحافظة جيلان الواقعة شمالي إيران وأسس هناك (جمهورية إيران الاشتراكية) لكن بسبب نقص الموارد المالية والاختلافات الداخلية في حكومته وهجوم القوات القاجارية بقيادة (رضا خان) قائد لواء القوزاق – مؤسس الأسرة البهلوية فيما بعد – والقوات البريطانية منيّ بالهزيمة وقيل توفي نتيجة البرودة القارسة في جيلان وعُثر على جثته متجمدة وسط ثلوج وكان حينها يبلغ من العمر 44 عاماً.
أما الشخصية الثالثة فتتمثل بالشيخ (محمد تقي بهجت قدس سره)، وهو من كبار الفقهاء ومراجع التقليد.
ولم تغفل الأنشودة عن ذكر السيد القائد الخامنئي والحاج الشهيد قاسم سليماني.
وقد ورد بالانشودة ايضا عددان لهما دلالة مهمة هما العدد الأول لواء 313، والمقصود به أصحاب الإمام المهدي عج، أما العدد الثاني فهو 1400 وفيه إشارة إلى عام 1400 بالتقويم الشمسي الموافق 2022 بالتقويم الميلادي، أي أن كل من ولدوا وسيولدون في هذا العام من الإيرانيين هم جنود الإمام المهدي عج،فالأجيال تتعهد بأن تسلم الراية لبعضها بعضاً حتى يظهر الإمام المهدي عج ويقودهم نحو النصر.
وإذا دققنا النظر في الشخصيات الواردة بالانشودة، سيتضح لنا أنها ذُكرت بمهارة فائقة باعتبارها تمثل الأركان الرئيسة لانبثاق الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره، فعلي بن مهزيار يمثل البعد الديني في الثورة. وميرزا كوچك خان شاب ثائر ومناهض للحكم الملكي، وبهذا يمثل الشباب النبيل الذي شارك في الثورة عن قناعة ودون أي تحريض أو توجيه إيمانًا منه بحتمية التغيير. أما الشيخ بهجت قدس سره فهو انعكاس لخط البصيرة والمعرفة والعرفان لمدرسة الإمام الخميني قدس سره. واما السيد علي الخامنئي فهو الامتداد الفكري والديني للسيد الامام الخميني، وبينما الحاج الشهيد قاسم سليماني فهو حارس الثورة وساعدها القوي في الداخل والخارج. وبالتالي هذه الشخصيات تمثل( العقيدة، والفكر، والمحرك) العقيدة الدينية المتجسدة في الامام المهدي عج والفكر الثوري المتمثل في النظام الاسلامي المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه،بينما المحرك للثورة فهو الجيل الجديد من الإيرانيين.
•ثالثا/ رسائل الأنشودة:
حملت الأنشودة عددا من الرسائل والتي يمكن اجمالها على النحو الآتي وهو:
1/ مازال الحرس الثوري الإيراني هو حامي النظام الإسلامي في إيران سواء في الداخل والخارج من كافة الحركات الإرهابية والمؤامرات والتدخلات الأجنبية.وهو بنفس القيم والمبادئ الإسلامية التي تربى عليها في خط الإمام الخميني قدس سره.
2/ التأكيد بأن مبدء ولاية الفقيه متأصل داخل مساحة واسعة من المجتمع الإيراني.
3/ الوجود الإسلامي في إيران قادر على تربية الأجيال على مبادئ الثورة التي إرساء قواعدها الإمام الراحل قدس سره.
4/ وجود قاعدة شعبية وجماهيرية راسخة ومؤمنة بالنظام الإسلامي في إيران،وأيضا فان النظام يتمتع بوجود مؤيدين من الجيل الجديد المحرك للثورة.
5/ لازالت رجالات الثورة تحظى بالاحترام والتقديس رغم كل المحاولات المغرضة التي تعصف بالبلاد داخليا وخارجيا.
6/ استعداد فئات اجتماعية واسعة من المجتمع الإيراني لمقاومة الأعداء والدفاع عن إيران وحمايته من التهديدات الداخلية والخارجية فضلا عن نصرة الإسلام والمسلمين المستضعفين.
•رابعا/ اهداف الأنشودة:
تهدف أنشودة(سلام فرمانده) إلى تحقيق جملة من الأهداف وهي:
1/ مد الجيل الجديد بالتجارب والخبرات من خلال استحضار الشخصيات الإسلامية البارزة وجعل هذا الجيل أكثر إحساسا بهم لكي يستطيع ادراكهم والسير على خطاهم.
2/ إثارة العواطف الدينية والمشاعر الوطنية والإنسانية.
3/ تحقيق الالتحام الاجتماعي كونها تجعل الجيل الجديد مرتبط بالإسلام والوطن.
4/ غرس روح القيم النبيلة مع بناء شخصية الجيل الجديد وتنمية قدراته ومعارفه ومواهبه.
5/ المساعدة على الانفتاح والتفاعل مع ثقافة المجتمع.
6/ التذكير بالمناسبات والأحداث التاريخية للمساهمة في تقديم نماذج من القدوات وتعزيز حب الإسلام والاستعداد للتضحية من أجله.
7/ رسوخ القضية المهدوية في قلوب الإيرانيين واعتباره عقيدة مقدسة لا يمكن التخلي عنها أبدا.
8/ أنشودة سلام فرمانده فضلا عما تتضمنه من أهداف الا انها تشكيل ضدا نوعيا ناجحا أمام السلوكيات الأخرى والتي لا تنسجم مع تعاليم الإسلام وأهل البيت عليهم السلام.
9/الحرص على صياغة الانشودة في قالب مشوق يلقى مزيد من الاقبال فضلا عن انبعاث البهجة والسرور داخل نفوس الجيل الجديد