سميرة الموسوي ||
يقيني ان كثير ممن إطلعوا على مضامين جهاد التبيين و( مخازن عتاد ) الحرب الناعمة التي هي ( القوة الناعمة ) سينتبهون الى أن أية كلمة حق نطقوا بها او كتبوها أو شجعوا عليها أو أسهموا في تعليمها ستكون في ميزان حسناتهم حقا وليس ظنا أو توقعا ،وسيخططون لمسيرة حياتية مقبلة أكثر جدية والتزاما في القول والعمل وسيعملون على زيادة المعلوماتية وتوسيع مداركهم وثقافتهم لإضفاء معان جديدة لحياتهم وجعل أوقاتهم الحرة أكثر فائدة وفي خدمة المباديء الدينية والانسانية وفي المحبة والسلام والبناء .
فجهاد التبيين بالضرورة إذا إنخرطنا فيه يستلزم مقدما تنظيم أوقاتنا ومراقبة أقوالنا وكتاباتنا لكي نحرز حسنات هذا النوع من الجهاد ونكون من المحاربين العنيدين حين نشن هجماتنا الناعمة على أعداء الانسان،وهذا النوع من الحرب الذي تقوده جيوش من العلماء والمتخصصين والمنفذين يستلزم الاطلاع والاستيعاب للقوى الناعمة التي تتميز بها البنية الاجتماعية لكي ندافع عنها أولا ولكي نهجم بها على القوى الناعمة المعادية التي تريد تدمير وإزاحة أي قوى ناعمة لكي تحل محلها وبالتالي يسهل قياد أي شعب من الشعوب حين تزاح قواه الناعمة وكما يحصل الان في العراق ودول عديدة أخرى.
وتجدون الحرب الذكية =(الحرب العسكرية+ الحرب الناعمة ) قائمة الان وبصورة واضحة في الحرب الروسية الاوكرانية ، فثمة وسائل إعلام تعمل ليل نهار في ساحات الحرب الناعمة.
ومن المؤكد أن وكالات الانباء تبث يومياةمن الاخبار أضعاف ما يطلق من الرصاص والقذائف ،فالمهمة الاساسية للحرب الناعمة هي تغيير القناعات وصناعة العملاء وإصابة الشعب والجنود بالإحباط.
والمثل الاقرب للحرب الناعمة وجهاد التبيين أو الحرب الذكية ما يدور الان ومنذ أكثر من سبعين سنة بين الشعب الفلسطيني المجاهد وبين قوات الاحتلال الصهيوني يوميا وعلى مدار الساعة ثم يصل الى حد الذروة في ( يوم القدس العالمي ) الذي حدده السيد الخymني منذ عام ١٩٧٩ بان يكون في آخر جمعة من رمضان من كل سنة ،وفي هذه الحرب الذكية يكون الخاسر فيها على الدوام هو الكيان الصهيوني لانه لا يمتلك قوى ناعمة ضد الفلسطينيين ، وإن من أكثر ما يخشاه هذا الكيان المحتل هو جهاد التبيين والقوى الناعمة الفلسطينية والاسلامية لانه لا يملك ما يمكنه من طرح قوة ناعمة صهيونية .
والحرب الناعمة برعت فيها دول الاستكبار العالمي وأسست لها الجامعات والمعاهد لكي تكون أكثر تأثيرا على الشعوب المستضعفة والمحتلة والمهيمن عليها ، والسبب في ذلك أنها هي الجهة المعتدية الطامعة وإن ضرورة الهيمنة والاحتلال تقتضي تهديم القوة الناعمة لتلك الشعوب وتغيير قناعاتها وتنميطها بنمط مجتمعاتهم وعندئذ يأمنون من الثورة عليهم ،وإن الاطلاع على تطبيقات الحرب الناعمة في العالم سنعرف الاعاجيب من الاعمال الشريرة التي إرتكبتها دول الاستعمار والاستكبار .
ونجد أن جهاد التبيين والحرب الناعمة قائمة حاليا في جمهوريات : اليمن وسوريا ولبنان وإيران وفنزويلا ومعظم دول شمال أفريقيا فضلا عن الدول المتطلعة الى الحرية والاستقلال في العالم.
أما في العراق فإن الحرب الناعمة القائمة من الشراسة والعنف بحيث أدت الى تمزيق الشعب العراقي تمزيقا أصاب الكثير من الفقراء بالاحباط والياس وزاد من معاناة المستضعفين .
كما أدى الى إفقار العراق وإستشراء الفساد فيه لان الاعداء لا مسوغ لوجودهم في العراق وأن الطريق الوحيدة التي تجعل الشعب عاجزا عن معالجة جراحه هي خلق بيئة التناحر والتباغض والفساد والافساد بين الطوائف والقوميات والاديان والمجموعات الاجتماعية وبين المناطق على مستوى الارض العراقية .
ولذلك فإن كل مواطن وفي أي مكان يجيد القراءة والكتابة وإستخدام الهاتف النقال مع قدرته الثقافية على التعبير عن أفكاره يمكّنه من جهاد التبيين ويفضح التزييف ويرد عليه ردا ذكيا منطقيا هادئا وإنسانيا لان بعض المزيفين مغرر بهم ويفتقدون حس التبصر والتدبر فيقعون ضحية الخداع فلا نريد أن نفقد إنسانا بمعاداته .
فعلينا أن نتأسى بسيرة الائمة الاطهار عليهم السلام وكيف جاهدوا جهاد التبيين وخاضوا الحرب الناعمة طيلة ٢٥٠ سنة بكل همة إسلامية إنسانية بالغة السمو والتجرد .
( هذا الموضوع مقتبس من كتابنا الصادر هذا الشهر ايار ٢٠٢٢ ووزع مجانا ، والموسوم (( كتاب / ٢٥٠سنة من عمر الانسانية للمؤلف السيد علي الخامنئي/ عرض و وجهة نظر / جهاد التبيين والحرب الناعمة في سيرة الائمة عليهم السلام / سميرة الموسوي ))
والله ولي التوفيق
https://telegram.me/buratha