مهدي المولى ||
المعروف جيدا إن الديمقراطية يصنعها يخلقها يبنيها الشعب وليست الطبقة السياسية لأن وجود الطبقة السياسة نتيجة لوعي الشعب لفهم الشعب للديمقراطية والتخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية.
فالشعب العراقي بشكل عام ليس بمستوى الديمقراطية ولم يتخلق بأخلاقها وقيمها بل لازال متخلق بأخلاق وقيم الدكتاتورية العبودية البدوية العشائرية.
فمن الخطأ الكبير السير فيه في بناء الديمقراطية في شعب يتخلق بأخلاق وقيم الدكتاتورية العبودية البدوية العشائرية فالنتائج تأتي أكثر سوءا من حكم الدكتاتورية والعبودية من نظام الطاغية صدام لهذا على الشعب ان يتخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية أي يجب رفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي تمسك الشعب بأخلاق وقيم الديمقراطية والتخلي عن قيم وأخلاق البداوة العشائرية أي الدكتاتورية والعبودية والاستبداد.
وهذا واجب ومهمة دعاة وأنصار ومحبي الديمقراطية وخاصة دعاة ما يسمون أنفسهم بالعلمانية المدنية اليسارية المؤسف والمؤلم فهؤلاء تخلوا عن الشعب بعد تحرير العراق ولم يدخلوا معركة الديمقراطية في رفع الشعب الى مستوى الديمقراطية وتعليمه قيم و أخلاق الديمقراطية والتمسك بها والتخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية وكيفية التخلي عن قيم و أخلاق العبودية حكم الرأي الواحد الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة .
كان المفروض بهؤلاء أي دعاة الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية إن يتوحدوا جميعا في تيار واحد ويضعوا خطة وبرنامج واحد تستهدف تطور الشعب وتقدمه لا يفكروا في المناصب والنفوذ وينطلقوا من النقاط المضيئة للواقع الذي يعيشونه وعليهم ان يعوا إنهم ليسوا وحدهم في البلاد فالديمقراطية تعني حكم الشعب بكل أفكاره ووجهات نظره ومعتقداته وعليهم احترام كل تلك الآراء ووجهات النظر وكل تلك المعتقدات وعليهم ان يكونوا هم من يبدأ في ذلك.
فعليهم إن يعوا ويدركوا ان مهمتهم ان يدعوا لكل الأفكار ووجهات النظر أن تنطلق حرة بدون أي قيد او غل بشرط ان تتفاعل تتلاقح مع بعضها لا تتصارع لا تتحارب مع بعضها لأن تفاعل وتلاقح الأفكار ستولد لنا أفكار جديدة أكثر تطور من كل الأفكار التي تفاعلت مع بعضها وما نرى في الحياة من تطور وتقدم إلا نتيجة لحرية الأفكار وتفاعلها أما إذا تصارعت الأفكار ستولد الحروب والخراب وفشل كل الأفكار.
لهذا أقول صراحة إن فشل الديمقراطية يعود لوجود ما سموا أنفسهم بالعلمانية والمدنية واليسارية بل أثبت إن القوى الإسلامية أكثر ديمقراطية منهم فكانوا بحق إنهم وراء بقاء الديمقراطية وترسيخ بعض أسسها وكانوا كذلك وراء استمرار العملية السياسية العملية السياسية رغم الكثير من الشوائب والمفاسد التي تعاني منها.
المعروف ان ما يسمون أنفسهم بالعلمانيين والمدنيين وحتى باليساريين فهم أقلية لا أثر لهم و إذا لهم بعض الأثر لأنهم ارتبطوا بداوعش السياسة أي جحوش وعبيد صدام بأمريكا ببقر أمريكا وكلابهم وفي المقدمة آل سعود وجعلوا من أنفسهم أبواق رخيصة ومأجورة أي علماني مدني يساري هذا الذي يعيش على موائد آل سعود وعبيدهم أي مدني علماني يساري هذا الذي أصبح يقاد من قبل جحوش وعبيد صدام للقضاء على العملية السياسية السلمية على الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية على الدستور والمؤسسات الدستورية على حكم الشعب.
لا شك إننا دون مستوى ذلك ومع ذلك سنتعلم ونتطور في هذا المجال ونصبح من أرقى الشعوب في هذا المجال لأن الديمقراطية يصنعها الشعب و الشعب يحتاج الى تجربة الى وقت كالسباحة لا يمكن للإنسان أن يتعلم السباحة بدون الدخول الى البحر ومن الطبيعي يحتاج الى تجربة والى وقت فالعراق دخل بحر الديمقراطية فلا بد ان يتعلم فن الديمقراطية وسيكون ماهرا قد يفوق حتى الدول الراقية.