مهدي المولى ||
المعروف إن العراق وإيران سواء قبل الإسلام او بعد الإسلام يتحركان في دائرة حضارية واحدة لهذا نرى تطور وتقدم هذه الدائرة الحضارية الواحدة كلما ازداد تقارب إيران والعراق والعكس تماما كلما ازداد ابتعاد أحدهما عن الآخر أي إيران والعراق وهذه الحقيقة انتبه لها بدو الصحراء الإعراب وحتى بدو الجبل ساروا على هذا النهج اي نهج العداء للعراق وإيران من الأتراك ولو نظرنا نظرة موضوعية عقلانية لاتضح لنا بشكل جلي إن أبناء العراق وأبناء إيران لم يعتنقوا الإسلام نتيجة لغزو الأعراب بدو الصحراء وإنما نتيجة لوجودهم في اليمن وتأثرهم بالإسلام في زمن الرسول وارتفعوا الى مستوى الإسلام والتزموا بقيمه الإنسانية السامية على خلاف بدو الصحراء الأعراب الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه عل المسلمين بقوة الحديد والسيف وقالوا هذا هو الإسلام.
فخلال غزو الأعراب للعراق في معركة سميت بمعركة القادسية كان أبناء العراق والكثير من أبناء إيران قد اعتنقوا الإسلام قبل معركة القادسية وهذا ساهم مساهمة كبيرة في انتصار الأعراب على جيوش الفرس وفرض نفوذهم على العراق وإيران.
الغريب إن هذا الغزو منح الإسلام صورة غير صورته الحقيقية صورة الذبح والسبي ونهب الأموال و رغم اعتناق أهل إيران والعراق للإسلام وأصبحوا أكثر تمسكا والتزاما به منهم وأكثر فهما ومعرفة لأنهم ارتفعوا الى مستوى الإسلام على خلاف بدو الصحراء الذين أنزلوا الإسلام الى مستواهم البدوي وهكذا لم يتغير عداء بدو الصحراء للعراق وإيران وحقدهم عليهما بل ازدادا والسبب معروف ومفهوم إن البدو يرى في الحضارة في العلم تهديد لوجوده وخطر عليه لهذا لا يشعر بالأمن والأمان إلا بإزالة العراق وإيران من الوجود أرضا وبشرا لا يريد إن يسمع بهم وهذا ما حدث للعراق وإيران منذ استشهاد الإمام علي واحتلال الفئة الباغية بقيادة معاوية بدا بفرض العبودية على العراق والعراقيين لم نتخلص منها إلا في 9-4-2003 في هذا اليوم قرر أبناء العراق قبر بيعة العبودية ومن أسسها ومن دعا اليها ومن أيدها وأصبح العراقيون أحرار لأول مرة في تاريخ العراق أصبح العراقيون عراقيون بعد أن كان مشكوك في عراقيتهم مطعون في شرفهم في أصلهم في دينهم في إنسانيتهم أدركوا إن شرفهم كرامتهم أعادت اليهم بعد أن فقدوها في زمن العبودية في زمن صدام وما قبل صدام.
في زمن الطاغية صدام الذي أتى بالجهلة والأميين وأصحاب السوابق وأهل الرذيلة والمتخلفين من أبناء عائلته ومن خلالهم تحكمت العاهرات وأهل الرذيلة والكاولية وأتوا بالمجرمين وأهل الرذيلة من بلدان مختلفة من مصر والسودان وبلدان مختلفة ومنحوهم صلاحيات واسعة منها التجاوز على أعراض العراقيين على أموالهم على مقدساتهم وإذا قام العراقي بالرد يلقى القبض عليه ويحكم عليه بالموت .
وبعد تحرير العراق من عبودية الطاغية من عبودية آل سفيان وآل سعود وآل صدام قرر العراقيون الأحرار التقارب والتعاون مع إيران الإسلام لأنهما تمسكا بالصحوة الإسلامية بقيمها الإنسانية الحضارية ووحدا جهودهما لبناء حياة حرة وخلق إنسان حر ومواجهة أعداء الحياة والإنسان ومساعدة الشعوب التي تنشد الحرية والإصلاح في المنطقة وطهرت صورة الإسلام من الأدران والشوائب التي لحقت بها نتيجة لاختطاف الإسلام من قبل الفئة الباغية بقيادة آل سفيان والوهابية الوحشية بقيادة آل سعود والطاغية المقبور صدام.
وهكذا أصبح العراق قوة ربانية لا يمكن قهرها والنيل منها بفضل المرجعية الدينية مرجعية الإمام السيستاني والحشد الشعبي المقدس والمساعدة والمساندة للعراق والعراقيين من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران وبفضل ذلك سجل العراق على أعدائه أعداء الحياة والإنسان إسرائيل وبقرها آل سعود وكلابها الوهابية القاعدة داعش ودواعش السياسة في العراق عبيد وجحوش صدام انتصارات ونجاحات أقرب منها الى المعجزات والأساطير من الواقع وهذه حقيقة أعترف بها هؤلاء الاعداء.