المقالات

عدوان من تحت الطاولة


إكرام المحاقري ||

 

من يخال له بأنّ هناك هدنة قائمة على أرض الواقع فانه مخطأ، ومن يصدق اليهود حال وعودهم فهو بعيد عن ما بينه الله تعالى عن واقع اليهود ومكرهم، ومن ينظر الواقع الفلسطيني بعد أكثر من سبعون عام من الهدن والاحتلال تتضح له الفتن التي تُحاك في غرف مغلقة صهيونية كـ مؤامرات ضد الشعوب الإسلامية.

فما يحدث ومنذ مرور ساعات من إعلان المبعوث الأممي للهدنة وبرعاية "الأمم المتحدة" من إختراق وإطلاق للنّار وتجهيز وتحشيد، والإستعداد لزحوفات في محافظة -مأرب- وغيرها، ليس غريب على الساحة السياسية بوجه الخصوص بعيدا عن الساحة العسكرية والتي لن ولم يتقدم فيها العدو مهما عظمت قوته العسكرية ومهما غير من خططه التكتيكية لاحتلال اليمن، فما هذه إلا خطة من ضمن الخطط العدوانية "لأمريكا"، أما السعوديون فقد يكونوا صادقين حيث وقد سئموا من الحرب وقد طالهم من الخسائر العسكرية والإقتصادية ما لم يطال غيرهم في العصر الحديث، حتى وجودهم السياسي والاستراتيجي اصبح في الحضيض، وأما جيشهم فقد يصنف قريبا ضمن قائمة الجيوش الضعيفة والهزيلة مع مرور الأيام.

بالعودة إلى ماتحت الطاولة الأمريكية والحديث عن تهدئة في إطار العدوان على اليمن، لنا عودة إلى إتفاق السويد "استوكهلم" بشأن محافظة الحديدة وما إلى ذلك مما نصت عليه تلك الوثيقة الموقعة من الطرف الوطني وطرف العدوان في حكومة الفنادق وباشراف أممي، هي ذاتها الخطوات بالنسبة لهم، فمنذ الوهلة الأولى لهذا الاتفاق قام مرتزقة العدوان بالاعتداء وخرق الاتفاق وما زالوا يخترقونه حتى اليوم وباشراف وشهادة عيان أممية على ذلك، أي أن الأمم المتحدة ما زالت تواصل لعبة المراوغة في الساحة اليمنية تحت عناوين هدنة وتهدئة وسلام..، فما يحدث اليوم في محافطة -مأرب- والبحر الأحمر من زحوفات لقوى العدوان وما حدث من تحركات "أمريكية" مشبوهة في -البحر اليحمر- هو ذاته ماحدث في الأمس البعي في محافظة الحديدة، ولن تستمر المهزلة طويلا.

فالقوة اليوم هي من تثبت الوجود السياسي والعسكري حتى وأن تحركت "أمريكا" بقواتها الغازية على العلن، ولم تعد تركن على أدواتها في المنطقة، وقد تكون تلك التحركات توجيه من الموساد الصهيوني لإرباك الشارع اليمني خاصة مع اقتراب إحياء مناسبة يوم القدس العالمي، لكن لن يحقق العدو "الأمريكي" أي إنجاز  قد عجزت عنه أدواته مسبقا، حيث والسلاح المستخدم منذ سبعة اعوام  سواء البشري أو غيره يعتبر سلاح "أمريكي"، ولن تحقق الهدنة أي تغيير، فالقوة العسكرية اليمنية لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه هذه التحركان والخروقات،  وسيكون هناك إستئنافا يمنيا للدفاع على السيادة اليمنية، وليس كما تعتقد قوى العدوان.

ختاما: كلما يشير إليه الوضع اليوم أن الهدنة ليست حقيقية، وأن قوى العدوان كانت مجبرة عليها لكي تعيد فرز أوراقها،  وأن الوضع يتجه إلى عملية -الإعصار الرابعة- والتي ربما تؤدي إلى كسر الحصار بشكل كلي عن اليمن وإنكسار دول العدوان بشكل أعنف وأقسى مما سبق، فالله لا يهدي كيد الخائنين، وإن غدا لناظره قريب.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك