عباس زينل ||
السياسة الجديدة لاسرائيل وامريكا وأدواتها في المنطقة هي؛
لكي نمرر مشروع التطبيع بأمان وسلام ودون أعتراض،
سوف نعمل في الإعلام على حبل الحيل والخداع والشعارات الفارغة، مثلًا أخرج في الندوات وأقول للجميع؛ يجب ان نقول الكيان الصهيوني وليست كلمة إسرائيل، أو أستخدام الأسلوب البعثي القديم والسب اللفظي المشهور؛ (العن ابو امريكا لأبو إسرائيل).
ولكن عندما نرجع إلى الواقع ونتعمق في المواقف؛ سنرى بأن هؤلاء لا يملكون غير هذه الهتافات ضد إسرائيل، لأن بكل بساطة انت مع جميع ألقابك ومناصبك تهتف ضد إسرائيل، ولكن دون عمل شيء ملموس؛ فيبقى هذا مجرد هتاف شعبوي لا يفرق عن هتاف اي مواطن في الشارع، على أختلاف إن هتاف المواطن يعتبر موقف ويسجل له.
التحالف الثلاثي في العراق مثال واضح لهذه المقدمة البسيطة، فهم للآن ليس لديهم موقف واضح تجاه تركيا، تركيا التي تمارسها دورها الخبيث كأداة لمشروع التطبيع في المنطقة، كأن دخولها في حرب المياه مع العراق، او تحركاتها داخل شمال العراق، بموافقة التحالف الثلاثي الذين يملكون زمام السلطة الآن.
كذلك التعامل مع إمريكا المحتلة، والتي تمتلك أكبر سفارة لها داخل العراق في الشرق الأوسط، والتي لم تمارس دورها الدبلوماسي بشكل واضح، بينما كانت مجرد وكر خبيث للتجسس على العراق وعلى دول الجوار. كذلك ضخ النفط للاردن مجانًا، بوابة الكيان الصهيوني للعراق ومصدر التهديد الدائم. او بشكل عام التعامل مع جميع الدول التي لها سجل غير مشرف مع إسرائيل، بل متواطئة مع الكيان والغرب من أجل استهداف الأمة الإسلامية.
اذن نحن لا نطلب من هؤلاء هتافات وشعارات، بقدر ما نطلب سياسة واضحة وجريئة ضد الكيان وتجريمه بشكل واضح، برأيي حتى تجريم الكيان داخل البرلمان قرار شعبوي، يبقى كذلك لو لم يتم التعامل مع القرار بشكل حقيقي وفعلي، يجب عليهم ان يضعون مجموعة ثوابت وأساسيات أخلاقية، وتحريم وتجريم التعامل مع كل من يتعامل مع الكيان، أو أقلها وضع حل لتحركات بعض الدول التي دعمت هذه التحالفات، فالإمارات من اوائل الدول التي ليست فقط طبعت، بل بشكل علني تدعو التعامل مع الكيان كدولة رسمية، ولها سفارتها في دبي وكذلك للإمارات سفارة في داخل الكيان.
الجميع يعلم بدور الإمارات الواضح في العراق، كيف دعمت سياسيين معروفين في تشرين، وضخت مبالغ طائلة ملايين الدولارات لاستمرارها، استمر هذا الدور حتى بعد إقالة عادل عبدالمهدي، وصولًا لمرحلة الانتخابات، وكيف عملوا على التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات لصالح بعض الشخصيات، والتي مؤخرا عملوا تحالفات تخدم مصالحهم والتي هي مصالح امريكا وإسرائيل داخل في المنطقة.
نحن أوعى من ان يتم الضحك علينا بهتافات، فنحن نعلم جيدًا؛ القوم في السر ليس القوم في العلن.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha