المقالات

أجبن المخلوقات السياسية..!

1301 2022-05-18

 واثق  الجابري ||

 

 كتب زميلنا هادي جلو مرعي  مقال بعنوان " لا تنتقدوا الفاسدين لكي لا يضعونكم في السجن"، فرد عليه أحدهم وقال: "أنهم أجبن المخلوقات"

 المقال مزامنا ليوم حرية الصحافة، التي يأمل منها العراقيون أن تكون سلطة رابعة، قادرة على إنتقاد السلطات وتقويم العملية السياسية، التي لم يعد الإعلام لوحده ينتقد عيوبها، بل بإعتراف قادتها بأن معظمهم فشل في أداء مهامه، أن لم يكن شريك في الفساد والفشل، فهو لم يستطيع تشخيص الخلل وإيجاد حلول لمعوقاتها.

ينعقد الأمل على الصحافة،كي تكون رائدة وقائدة للرأي العام للتأثير على صناعة القرار وتقويم المسار، ولا ننسى أنها سلطة رابعة تنطلق من الشعب وتعيش وسط معاناته، وكل الذين يعملون بهذا المجال ويبتعدون عن أولئك المتملقين والعائشين على فتات موائد الفاسدين، فهم ينطلقون من  الحياة اليومية بحلوها ومرها، ورحمة مسؤوليها الذين فسدوا  ولا يتلفتون الى شعب يواجهة غلاء الأسعار وإنقطاع الكهرباء  والعواصف الترابية وفقدان الأمن  والحالات الطارئة على المجتمع، وبذلك لا ينتظرون ما تقوله السلطات ويملى على الشعب جديده القاسي وكل ما فات عليه مات، فكيكشف الإعلام ما يخفى على الشعب، لا ما تكشفه خلافات الفاسدين من تبادل إتهامات، وقنابل موقوتة تطيح بالكبار وتسقط شعاراتهم.

 من جملة الأخطاء الكبرى، ترى البرلمان يتخذ قرارات من خارج أسواره، وبعض الكتل مأمورة تنتظر متى يتفوه قائدها، كي تبدأ فلسفات تفسير ( الأطروحة)  والأمزوحة وساعة الغضب ورد الفعل، وحديث الإلتفاف والتحايل وخداع الشعب، حتى تصبح الحكومة ليست شكلاً لرأي الشعب، بل فعلاً لإرادة بعض القوى، أو أداة لإرادة خارجية.

إن القرارات والمواقف والتفاوض والتناحر، صارت محصورة  بين رؤوساء الكتل، وأي إجتماع يريد تشكيل الحكومة ويتجنب الإنسداد السياسي، تراه ينحصر بإجتماع ثلاثة قادة، أو إتصال هاتفي بين أثنين وسكوت الثالث، وهكذا بالنسبة للمخالفات ومنها الدستورية، فلا إعتراض على مخالفة حليف سياسي، وبغض النظر عن شعارات الإصلاح وتقويم العملية السياسية.

عُد النائب بمثابة مدير أعمال المواطن، ويفكر بالحل قبل أن يطالبه، ويناقش ويبحث ويسهر على راحة المواطن، لكن معظمهم لا يملكون إرادة وكتلهم فرضت عليهم أن يكونوا مستمعين مطيعين وببغاوات لا تجد على ألسنتهم سوى ما لقادتهم يمتحدون، وليس لهم رأي  وفي الإجتماعات لا يُستدعون، بل منهم من يمنعون حتى في التعليق على صفحات التواصل الإجتماعي، وإذا كان من ينوب الشعب  بهذا الشكل ومهدد بالطرق من الكتلة أو الإغتيال وبذلك يقبلون ويخضعون، فأنهم بالفعل أجبن المخلوقات، وهم سجناء تحت وصاية كتلهم، وجبناء لأنك أن أنتقدتهم سيلجأون الى محاولة سجنك وإسكاتك، وبالفعل أنهم سجنوا شعب  بفرض شعاراتهم  وكسروا إرادته بإضعافة إقتصاديا وإجتماعيا وخدمياً، ولسان حال المواطن يقول إجتمعوا بمدير إعمالي، ولا يقرر مصيري أجبن المخلوقات السياسية، الذين يخافون من نقد فسادهم، فيسعون لتكميم كل الأفواه.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك