د.هيثم الخزعلي ||
شهدت الايام السابقة انسحاب روسيا من ١٢ قاعدة في سوريا وتسليمها للحرس الثوري وحزب الله والفصائل العراقية، في خطوة تثير مخاوف الصهاينة.
فمنذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا كان موقف الكيان الصهيوني لا يختلف عن موقف دول الناتو مع ان الكيان ليس عضوا في الناتو.
وصدرت تصريحات إدانة من كبار المسؤولين الصهاينة مثل (لابيد) وزير خارجية الكيان الصهيوني ضد روسيا ، وكانت حكومة الكيان مستعجلة بدعمها لاوكرانيا، ولم تحسب الأمور بشكل صحيح.
لان علاقة روسيا بالكيان الصهيوني كانت جيدة، حيث أن وجود روسيا في سوريا يعطي شعورا بالأمان للكيان الصهيوني، الذي يشن غارات على مواقع سورية ومواقع حزب الله وباقي فصائل المقاومة في سوريا بدون ممانعة الحكومة الروسية، او اتباعها سياسة غض الطرف.
وهذا ما يفسره البعض رغبة روسيا بتحجيم دور إيران في سوريا، مع ان روسيا تمتلك منظومات صواريخ قادرة على اعتراض الطائرات الإسرائيلية.
بل ان رادارات القوات الروسية ترصد الطائرات الإسرائيلية المهاجمة ولكنها لا تعطي تحذير لحلفائها الإيرانيين او السوريين او باقي محور المقاومة.
ومع زيادة التصريحات الصهيونية ضد روسيا، بدأت روسيا بالتصعيد بمنح الجيش السوري منطومات اس ٣٠٠ لمواجهة الطائرات الصهيونية.
ثم بدأت روسيا بالتصعيد باعترافها بسيادة سوريا على مرتفعات الجولان وهذا ما اغاض الصهاينة، وشعر رئيس حكومة الكيان بالخطر،فحاول تهدأت الموقف ومسك العصا من الوسط، فطرح مبادرة الوساطة بين روسيا واوكرانيا والتقى الرئيس بوتن.
الا ان المبادرة فشلت لان السلام في أوكرانيا ضد إرادة الولايات المتحدة، وبدأت موجات التصعيد بالتصريحات بين القادة الصهاينة والروس، فصرح الروس بأن صبرهم نفد امام الغارات الصهيونية داخل سوريا.
ثم صرح وزير خارجية روسيا (لافروف ) بأن الرئيس الاوكراني اليهودي زيلنسكي مدعوم من النازية.
كما كان هتلر زعيم النازية يدعم اليهود لتأسيس دولة صهيونية - إشارة لعمل هتلر على تهجير يهود أوربا لفلسطين- ، وهذا يتوافق مع ما طرحه المرحوم (روجيه كارودي) في كتابه أساطير السياسة الصهيونية.
ثم تفاقمت الأمور عندما صرحت (زخاروفا) المتحدة باسم الكرملن، آن افراد من جيش الكيان الصهيوني يقاتلون في أوكرانيا ضد روسيا.
ثم جاء القرار الروسي بإعادة انتشار القوات الروسية وسحب جزء منها من سوريا للقتال في الدنباس، وهو ما يشير الي امرين
الاول:- استعداد روسيا لعملية كبيرة في الدنباس.
الثاني:- معاقبة الكيان وجعله في مواجهة محور المقاومة وجها لوجه.
وهو ما يضع الكيان الصهيوني بدائرة الخطر ، بسبب ملئ محور المقاومة للفراغ الناجم عن انسحاب هذه القوات.
وهذا قد يفسر سبب زيارة الرئيس بشار الأسد لإيران، والذي ربما يكون لمناقشة الأوضاع الجديدة والتأكيد على دعم إيران ومحور المقاومة لسوريا.
بنفس الوقت ان الكيان الصهيوني يشعر بأنه يجب أن يزيد من ضرباته داخل سوريا، وبنفس الوقت يجب أن يكون حذرا، لان إيران وباقي فصائل المحور قد لا تتساهل مع هذه الغارات، خصوصا بعد تصريح سيد المقاومة بأن إيران يمكن أن ترد على الكيان الصهيوني مباشرة.
ومع زيادة هجمات الفلسطينيين داخل اراضي ١٩٤٨ والضفة على طريقة الذئاب المنفردة، أصبح الكيان الصهيوني يعيش حالة قلق داخليا وخارجيا.
سياسة الكيان تجاه روسيا تذكرني بقول الإمام زين العابدين عليه السلام (يفعل الجاهل بنفسه ما لايفعل العدو بعدوه )
ونقول كما قال الإمام الخميني رض (الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى)..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha