مرتضى مجيد الزبيدي ||
تتكاثر الأحدث وتزداد الأقاويل، والحياة مليئة بالضجيج الذي يفزعنا ونستاء منه احيانا، وما بين ذلك وبين الحيرة التي تصيبنا؛ من الكثرة والتعدد يبقى للحقيقة وجه واحد.
الأيام سجل مفتوح، تُسجل فيه المواقف بلسبياتها وايجابياتها، وكلٌ يخط في سجله ما يريد، لكن ليس كما يشتهي، وإنما ترجمة لأفعال واقعية حقيقية، سواء شاء الكاتب أم أبى.
فالاحداث التاريخية وان لم تصلنا بكامل دقتها وتفاصيلها، لكنها رسمت لنا صورا تسد جزءا من حاجتنا المعرفية، فكذلك واقعنا سيرسم صورا للأجيال قد تكون اكثر دقة ومعلومات بواسطة التقنيات المتاحة.
فالارهابي الذي نادى بقطع الرؤوس، واجتياح المـدن، واقسـم برجولته ان يتصدى لكل الاحــرار، لا ينكر التاريــخ انه ولى هاربا، ولجـده سابقــة عندما خسر ماء وجهـه وستـره ليفر من ســيف علي بحادثة معروفة.
فالجبان مهما فعل لا يستطع محو تاريخهه المخزي، ولا عتب على الساسة فالخزي ايضا لسياسة الكيل بمكيالين وتبا للوطن حتى، لولا وجود المقدسات والعقول الأبية، والمرجعية الحكيمة، مرجعية الفقراء والأحرار، فترابهم يشرف الجبناء والخانعين.
على مر الأزمنة وفي كل الأمم، يوجد جبناء ويوجد متمردون بقوة، كما يوجد منافقون متلونون، ولاتخلوا كل أمة من وجود شجعان مقاومين، يأخذون على عاتقهم التصدي لمن يستهدف مقدسات الأمة ووجودها، يفتخر بهم المحب ويغتاض الحقود.
فابطال أمتنا الذين نفتخر بهم، بمثابة شجرة تقاوم الرياح، يستظل بظلها المحبون والكارهون، تتلقى الاحجار حسدا وحقدا، ورغم ذلك انها شملت الجميع بثمارها، ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)).
وجه الحقيقة واضح كالشمس، فالحق ليس خفيا، يتجاهله البعض عمدا او جهلا، كما الخونة والجبناء معروفون وواضحون لا قيمة لهم، والتاريخ يسجل الكبائر والصغائر، وبرغم التزييف والتظليل، ومحاولة تغييب الحقائق، لكننا سنعلم اجيالنا بمن خدم البلد ودافع عنه بالف وطريقة.