د.محمد العبادي ||
كنا نظن أننا على شيء ؛ فإذا بنا نقف في آخر طوابير الناس .
لقد تقدمت الأجيال الجديدة بصدقها واعمالها ، وتخلفنا عنها كبعد المشرقين.
الشعر الغنائي الذي كتبه الشاعر مهدي بني هاشم هو أشبه ما يكون بنفحة روحية لامست وجدان الشاعر واستدعى توسلات المخلصين في مناجاتهم وخلواتهم، ولامس شعره بعض المعاني المبثوثة في دعاء الندبة وأدعية اخرى.
ان هذا الشعر الغنائي فيه من المشاعر والأحاسيس ؛ما جعل أطفال ايران عندما يرددونه يتمايلون بأبدانهم الملكوتية، ويلوحون بأيديهم الصغيرة؛ مرّة بأداء التحية العامرة بالاحترام للإمام صاحب الزمان ، ومرّة يبسطونها كالمبتهلين بالدعاء لتعجيل فرجه.
ان هذا الشعر يستهدف بالنداء أطفال المدارس الابتدائية والمتوسطة وقد لبى أطفال ايران النداء ببرائتهم وعيونهم الصافية التي تنشد الحياة والأمل بموعود آل محمد .
سأقوم بتعريب مقطع من ذلك الشعر الذي كتب حروفه الشاعر سيد مهدي بني هاشم وانشده ابو ذر روحي مع مجموعة من الأطفال(٣١٣) طفلاً ؛ في إشارة رمزية إلى أنصاره عليه السلام.
( سلام فرمانده
بيا جون من بيا
بيا يارت ميشم
هوادارت ميشم
گرفتارت میشم
.....
نبین کمه سنّم
تو فقط صدا بزن ببين چیکار برات می کنم)
وتعریبه :
*(السلام عليك قائدي[ اي صاحب الزمان]
* تعال سيدي اقسم عليك بحقي انا الطفل الصغير
* تعال سيدي سأكون من اتباعك
* واكون من أنصارك
* واكون وقفاً ومحباً لك
.....
*سيدي لا تنظر إلى صغر سني
*فقط ادعوني وستشاهد ما سأقوم به من أجلك
لا تنظر إلى عمري الصغير
فبهذه الأيدي الصغيرة سأدعو لك دائماً )
ان هذا الشعر طار في آفاق ايران ومدارسها واستقبله الأطفال بقلوبهم .
ومما زاد من تفاعله في الصدور هو ذلك اللحن الذي اتقنه ابو ذر روحي بصوته الشجي .
من عجائب هذه الدنيا ان ألبوم هذا النشيد بعد أن وجد صداه حتى في النواحي النائية داخل ايران ؛تعالت الأصوات النشاز من قبل أدعياء( حقوق الإنسان )!!! واعتبروا هذا الشعر وانشاده يعلم الأطفال الجهاد والتضحية وهم صغار دون سن الادراك والوعي .
ان هذه الأصوات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لم ترقب فينا إلا ولا ذمة ولارحمة عندما أرسلوا لأطفالنا الألعاب المبتذلة، وألعاب الخشونة والسلاح والسكاكين !!! ولم يحترموا تقاليدنا واعرافنا الدينية والاجتماعية عندما أرسلوا لنا آلاف الافلام غير الأخلاقية والتي لاتحترم أبسط القواعد الأخلاقية.
لقد قتلوا أطفالنا في أكثر من بلد بإعمال الحصار عليه، ويوجد في ايران مئات الأطفال المصابين بالسرطان ومنعوا وصول الدواء إليهم ثم يذرفون دموع التماسيح على الاطفال ويتباكون عليهم كذبا .
لقد أخذت المحطات الإعلامية المسمومة تتميز من الغيظ عندما شاهدت هذا النشيد يلقى تجاوباً سريعا من قبل الأطفال الإيرانيين ؛ بل تجاوباً من جميع الفئات العمرية في هذا البلد الأمين.
انني ادعوا المؤسسات الثقافية والمعنيين من الاعلاميين بشؤون ثقافة المقاومة ان يعملوا على ترجمة هذا النشيد أو العمل على انتاج الأناشيد التي يتفاعل معها أطفالنا وأولادنا .
لقد سبقنا الجميع ورأوا ماقدموا وآثارهم .
في ايران نشأت أجيال وكان الجيل الرابع قد وصلته عصارة المواقف
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha