المقالات

الأعياد والإنسداد..!

1178 2022-05-06

 واثق الجابري ||   تحتاج الأوضاع السياسية في العراق، لمراجعة واقعية وسريعة، تنقله من حالة الإنسداد الى الإنفراج،  ومن الجمود الى الحراك ومن التقاطع والكسر الى التفاهم، وفي ظل أجواء عيد الفطر المبارك، الذي يوجب  تصالح المختصمين، فكيف إذا كان بين جهات سياسية خلافاتها على المناهج ومشتركاتها كثيرة!  لكن عملية الكسر السياسي هي الواضحة، وأنها لا تبني بلد ولا تحقق هدف.. رغم أن المشهد السياسي، لا يتحمل مزيد من المجازفات والمغامرات، وما يزال ملتكأ بعد 7 أشهر من الإنتخابات المبكرة، وإهمال دوافع التبكير، وما كلف الدولة من جهد ومال، ورغبة شعبية بتشكيل حكومة متماسكة قوية، تؤسس لإستقرار سياسي. بعد كل إنتخابات، تحدث خروقات دستورية وعدم إلتزام بالمواقيت، وتنعكس بشكل مباشر على الشعب كلما تأخر تشكيل الحكومة، مما يدل على وجود مشكلة بنيوية في النظام السياسي، وبدل أن تكون الإنتخابات حلا، تضيف لنا مشكلة جديدة، وبدل إعادة الثقة بالعملية السياسية، وإنتهاج خطوات الى الأمام وتلافي الأخطاء السابقة، فذات الأخطاء تتزايد  وتوسع الهوة بين الشعب وساسته ونظامه السياسي، ويتزايد السخط الشعبي، وتضاف تحديات جديدة لقائمة طويلة من الإرباكات. لابد من الإعتراف بالمعطيات المربكة والظروف المعقدة، لكن الإنسداد السياسي سيزيدها إرباك، وفتح باب الأزمات أمام واقع خدمي وإقتصادي مرهق، وفسح المجال لتجذر الفساد، وتتدنى سقوف مطالب الشعب بأقل من أبسط الحقوق، وكنتيجة لإتخاذ بعض القوى مواقف سابقة فيما بينها، وعدم وضعها مصلحة العراق فوق كل الإعتبارات، الإّ أذا فتحت القوى قلوبها لبعضها بواقعية لإنتاج معادلة سياسية ، توفر بيئة مطمئنة وحكومة قوية تحقق رغبات الشعب، وبتحالفات متوازنة لا تتخطى حقوق المكونات، ومن الكتلة الأكبر التي تنبثق من المكون الأكبر، ومثلما كانت الإصطفافات السابقة تزيد من التعقيد، فالأغلبية أن لم تراعي أغلبية المكونات لن تنجح، وحكومة تقوم على الكسر والإقصاء والتفرد، لن تستمر ولا تقدم لشعبها. إن التحديات تفرض تشخيصاّ بحجمها، وواقعية في الأطروحات، وتبني منهج التراكم الإصلاحي، والركيزة الأساس إستقرار الحكومة، ثم الشروع بالبرامج حسب الأولويات، ومجابهة التحديات ضمن فترات زمنية، تلزم بها الحكومة القادمة وتحاسب عليها، والعراق مقبل على أزمات أقتصادية وبيئية خطيرة، وزيادة تصحر مع زيادة سكانية، وقطاعات مهمة كالصحة والتربية والزراعة والتعليم تحتاج تكاتف سياسي، ناهيك عن جرائم العنف الأسري والمجتمعي، وتزايد حالات الإنتحار،  وتعلقها بتعاطي المخدرات بين الشباب، وغياب رقابة مواقع التواصل الإجتماعي، التي صارت تهدد العائلة، مع غياب الإهتمام بهذه الملفات والإنشغال بالصراعات السياسية. بناء الدولة يبدأ من الأسرة والمجتمع، والقادة الحقيقيون من ينطلقون من المجتمع، ويعدون الخطط التي تعني بالإصلاح المجتمعي، وتوفير الخدمات التي تلامس الحياة اليومية، وجعلها بوصلة العمل السياسي؛ بدل الإتهامات والتأويلات والتنصل من المسؤولية، بالتسليم لما يجري وإنتظار حلول الخارج، والإستمرار بالتقطاع والتنافر، وتهديد الديمقراطية وعدم إحترام الدستور والتداول السلمي للسلطة، والدولة والحكومة ترتكز على الشعب، وعيد الفطر المبارك فرصة للحلول الواقعية، وعادة خلافاتنا تذيبها الأعياد.. فأين هي الأعياد من هذا الإنسداد؟ 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك