مهدي المولى ||
هذا عنوان مقال كتبه المثقف المتنور عدنان أبو زيد نعم نقول له ان أزهار الديمقراطية لن تنموا في الصحراء البدوية العشائرية وإذا نمت تتحول الى أشواك قاتلة وسامة وهذا ما حدث في كثير من بلدان العالم ومنها البلدان العربية وفي المقدمة العراق.
المعروف ان العراق عاش كل تاريخه تحت ظل حكم الاستبداد تحت حكم العبودية أي الرأي الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة تحت ظل حكم البداوة العشائرية من الطبيعي قيم وأخلاق نظام الاستبداد العبودية قيم البداوة والعشائرية وأخلاقها هي القوة التي تتحكم فينا حتى أصبحت جزء من طبيعتنا والويل لمن يخرج عليها حتى إن معاوية كان يعيب على العراقيين الخروج على الحاكم على الشيخ على الخليفة ( لأن ابن أبي طالب علمهم الجرأة على السلطان والجرأة على السلطان مخالف لقيم البداوة والعشائرية لهذا قرر ذبح كل عراقي حاول او يفكر بالجرأة على السلطان وهكذا ذبح روح التفكير والتجديد والإصلاح لدى العراقيين.
ومع ذلك بقي العراق مصدر ومنبع كل حركات الثورة والتغيير وكل أصحاب العقول الحرة النيرة لكن كثير ما يخدم نورها أمام هجمات قيم البداوة العشائرية.
علينا ان ندرك ونعي بأن الديمقراطية ليست سلعة نستوردها من خارج العراق بل الديمقراطية تبنى في داخل الوطن ووفق ظروفه وواقعه وبالتدريج وهذا يتوقف على القوى الديمقراطية ان تساهم في توعية الشعب ورفع مستواه الى مستوى الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية من خلال تغيير الواقع الذي يعيشه الشعب من خلال إزالة قيم وأخلاق العبودية والاستبدادأي قيم البداوة العشائرية وخلق قيم وأخلاق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية لتحل محلها وهذا ليس سهل أبدا بل يتطلب تضحية ونكران ذات وصبرعلى التضحية لكن القوى الديمقراطية فشلت فشلا في ذلك وأي فشلا أدى الى إزاحتها من الساحة تماما لأنها لم تدخل الساحة العملية في بناء الديمقراطية ونشر قيم وأخلاق الديمقراطية وبدأت تزاحم القوى الأخرى العشائرية البدوية في الوصول على الكرسي وبالتالي خسرت الكرسي وخسرت الشعب وهكذا سهلت للقوى العشائرية البدوية ان تسيطر على الحكم.
وهكذا كانت أشد قسوة من حكم الدكتاتورية من حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة لأن أخلاق وقيم الدكتاتورية والاستبداد أي البداوة العشائرية هي التي تتحكم فينا في ظل الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وهذا مهد لكل عشيرة دولة يحكمها شيخ عشيرة ولكل رئيس عصابة ان يصبح زعيم له حماية وعلم ويأمر وينهي وأصبحنا نعيش في ظل حكومات مختلفة ومتعددة وليست حكومة واحدة وكل حكومة لها خطتها الخاصة وبرنامجها الخاص وهكذا ضاع العراق والعراقيون.
نعود الى أمريكا لا ننكر إن أمريكا حررت العراق وأنقذته من أخطر وحشية في العراق من دكتاتورية صدام وعائلته وقريته وأفراد زمرته وأعادت العراق الى أهله وغيرت وضعه من عراق الباطل الذي تأسس في عام 1921 الى عراق الحق في عام 2003 وساهمت في وضع دستور وجعلت الحكم للشعب كل الشعب لا لقرية ولا لفئة ولا لعائلة لكنها تركت الشعب وشأنه تتحكم فيه وتسيره قيم وأخلاق البداوة العشائرية وأدت به الى هذه الحالة المزرية والمحزنة التي يعيشها الشعب.
لا شك إن أمريكا ليست جمعية خيرية ولا تبحث عن الثواب ودخول الجنة أمريكا تعبد الدولار ولا تعبد غيره فالويل لمن يتعرض له بسوء فلا ديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا دين ولا أخلاق لا شك إن أمريكا عندما حررت العراق من عبودية صدام كانت تقصد ان تجعل من العراق بقر حلوب كما هو شأن آل سعود حتى لم تجعله كحليف مثل اليابان والمانيا.
فهذه أفغانستان بعد عشرين عام من تحريرها من ظلام ووحشية طالبان هربت وسلمتها الى طالبان مرة ثانية وأي نظرة موضوعية إن أمريكا تفكر بعد عشرين عام بتسليم العراق الى عبيد وجحوش صدام لكن العراق غير أفغانستان لكنها تحاول وهذه المحاولات تعرقل مسيرة العراق وتبطئ في مسيرته وربما تعيده الى عراق الباطل.
لهذا على القوى الديمقراطية أن وجدت ان توحد نفسها في جبهة في تيار واحد وتتحرك وفق خطة واحدة وبرنامج واحد لرفع مستوى الشعب الى مستوى الديمقراطية أي إلغاء القيم والأخلاق البدوية العشائرية والتخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية فإذا تمكنت من ذلك فيمكنها ان تبني دولة ديمقراطية فالشعب هو الذي يبني الديمقراطية ولا بد أن يكون في مستوى الديمقراطية أي متخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية.
https://telegram.me/buratha