مهدي المولى||
لو عدنا الى التاريخ وتعمقنا في النظر اليه لأتضح لنا إن الصراع بين الحضارة والتي تمثلها إيران وبين البداوة التي تمثلها مهلكة آل سعود هو الأساس في هذا الصراع من الطبيعي الحضارة والبداوة لا يلتقيان ومن قيم البداوة ودوافعها الذاتية القضاء على الحضارة لأنها تخشى وجودها لأنها أي الحضارة بما تملك من قدرة على التطور والتجديد في فكر وعقل الإنسان فالنصر للحضارة مهما كانت وحشية البداوة على غلق النوافذ والأبواب أمام نور الحضارة فلا بد ان تدخل اليها وتغيرها.
لهذا نرى البداوة استخدمت كل الوسائل لمنع نور الحضارة والعلم والمعرفة اليها ففكرت ببناء سد من نار بينها وبين إيران الحضارة لكن إيران الحضارة دخلت واعتنقت الإسلام عن طريق اليمن عن قناعة تامة وليست عن طريق احتلال الأعراب أي بدو الصحراء الذين لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوا طابعهم وقيمهم التي جاء الإسلام للقضاء عليها وتحرير الإنسان منها وهكذا تمكنوا من فرض طابعهم قيمهم على المسلمين على أنه الإسلام وهكذا جعلوا من الإسلام مطية لتحقيق رغباتهم وشهواتهم الوحشية المتخلفة المعادية للحياة والإنسان وبحكم عقليتهم المتخلفة شنوا حملة ظالمة على كل من أسلم من غير الأعراب واعتبروهم من الدرجة الرابعة إلا من أقر أنه عبد قن لهم حتى ان الكثير منهم رفض دخولهم في الإسلام لأن دخولهم في الإسلام يمنع فرض الجزية عليهم وهذا يقلل موردهم المالي ويدفعهم الى المطالبة بالحرية والمساواة مع هؤلاء الأعراب أي بدو الإسلام.
المعروف ان المجموعة الإسلامية التي ارتفعت الى مستوى الإسللام وآمنت به وتمسكت بقيمه رفضت المشاركة في غزواتهم في ما سموها الفتوحات الإسلامية التي كان هدفها نهب الأموال وقتل وذبح الأبرياء وأسر النساء واغتصابهن تحت أسم نشر الإسلام بل إنهم كفروا هذه الغزوات وكفروا كل من شارك فيها لأنها كانت ترى الجهاد إقامة العدل وإزالة الظلم قول حق أمام سلطان جائر وأفضل الشهداء من يقول كلمة حق أمام سلطان جائر فيقوم السلطان بذبحه هذا هو الجهاد ولا جهاد سواه وهذا هو الشهيد ولا شهيد سواه لهذا لم يشارك الأمام علي ولا الإمام الحسين ولا أحد من محبيهم في غزواتهم بل توجهوا لجهاد الحكام المجرمين بكلمة الحق في وجوههم أمثال معاوية وأبنه يزيد وكل طاغية منذ وفاة الرسول وحتى يومنا هذا.
وهذا هو سبب الخلاف بين الفئة الإسلامية بقيادة الإمام علي وبين الفئة الباغية بقيادة معاوية واستمر هذا الخلاف حتى عصرنا وليس ما نسمعه من كلمات وعبارات لا قيمة لها مثل ألتكتف في الصلاة او المسح او غسل الرجل او الخلاف في الوضوء بل الفرق هو ان التشيع إيران الإسلام هدفهما إقامة العدل وإزالة الظلم أما آل سعود الوهابية هدهما إقامة الظلم وإزالة العدل.
فإيران الإسلام بلد الحضارة وآل سعود بلد البداوة وهكذا لم نرى او نسمع في كل تاريخ البداوة أنتجت أفكار حرة حركات سياسية إنسانية حضارية رجل ذو عقل حر متنور بل لم تنشأ غير دعوات الظلام والوحشية ومنظمات الإرهاب والقتل والذبح والتدمير والغزو والنهب والاغتصاب والأسر وهذا ما جرت عليه منذ وفاة الرسول محمد وحتى عصرنا حتى لو ظهرت حركة سياسية أو شخصية متنورة تذبح في مهدها او تخترق من قبلها وتفرض قيمها بعد ان تفرغها من محتواها كما حدث للإسلام العظيم إسلام الحضارة والقيم الإنسانية أسلام الحب والسلام والتسامح إسلام النور والعلم والعقل الحر فحولته بعد ان اخترقته الى دين غزو وذبح ونهب وظلم وظلام وحرب وصراعات وهكذا قتلت الدين الإسلامي باسم الإسلام وذبحت محمد وأهل بيته ومن أحب محمد وأهل بيته وسار على نهجهم وتمسك بقيمهم باسم الإسلام لولا اعتناق إيران والعراق للإسلام لأزيل الإسلام ولم يبق له من أثر وهكذا يمكننا القول لولا الإسلام لتلاشى العرب من الوجود ولولا الفرس إيران لتلاشى الإسلام من الوجود وهذا يعني لولا إيران الإسلام لتلاشى العرب والإسلام هل في ذلك من شك.
من هذا يمكننا القول أن الحضارة أي إيران الإسلام حمت ودافعت عن الإسلام في حين البداوة أي مهلكة آل سعود الوهابية ومن قبلهم الفئة الباغية أي دولة آل سفيان حاولت تدمير الإسلام والقضاء عليه
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha