سميرة الموسوي ||
*إيران تؤدي واجبها الاسلامي نحو تحرير فلسطين،وليس نيابة عن العرب .
فلسطين في ضمير كل مسلم وإنسان حيثما كان ،وفي أعماق كل الاحرار والمناضلين ضد الاستكبار العالمي والهيمنة والانتقاص من أنسانية الانسان وإهانة كرامته.
فلسطين وعاصمتها القدس الشريف كان وما زال الاحرار يحملونها حرة ابية في كل تفاصيل حياتهم ويجاهدون من أجل ان تبقى هي القضية المركزية والهدف الاسمى ويضحون بدمائهم من أجل إيقاف وإنهاء الظلم الصهيوني عنها وحتى تحطيم أغلال الاستكبار العالمي الذي كبلها بها طمعا وعدوانا منذ أكثر من ٧٥ سنة .
عمل الكيان الصهيوني علي تهجير الفلسطينيين وجلب اليهود من أصقاع العالم ليستوطنوا في أرض المهجرين ، كما عملوا على تحييد حكومات الدول العربية ترغيبا أو ترهيبا حتى أصبح الظلم الواقع على الفلسطينيين من أبسط الحوادث اليومية التي لا تثير الاهتمام .
حين إنتصرت الثورة الاسلامية الانسانية الكبرى في إيران بقيادة الامام الخميني (قدس الله سره)كان من أولويات قائدها هي قضية فلسطين وضرورة تحريرها من نير المحتل الصهيوني ولأجل ذلك قال قائد الثورة الاسلامية الكبرى عام ١٩٧٩ ؛
(..وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الاخيرة من هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك يكون يوم القدس وإعلان التضامن العالمي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين ..).
كان أول موكب للاحتفال بيوم القدس العالمي نشأ في إيران في شهر آب عام ١٩٧٩ .
ولم يخلُ حراك الامام الخميني من التصريح دائما بضرورة إيلاء تحرير فلسطين الاهمية القصوى لأنها السبب الرئيس الذي أوقف مسيرة تقدم العرب والمسلمين .. يقول الامام الخميني ( .. لسنوات عديدة قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي ،اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الاخوة والاخوات الفلسطينيين والتي هي في جنوب لبنان على وجه الخصوص مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النظال الفلسطيني ،وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الاسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها ...) ثم يقول قائد الثورة ( يوم القدس ..يوم عالمي ليس فقط يوما خاصا بالقدس ..إنه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين ) .
واصل العمل الامام الخامنئي على نهج قائد الثورة حول فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وإحياء يوم القدس العالمي .. حيث قال الامام الخامنئي بيوم القدس ( إن ما حدث للفلسطينيين ولأرضهم هو أفضع الجرائم البشرية في العصر الحالي..) معتبرا أن ( الهدف من إيجاد الكيان الصهيوني هو إيجاد قاعدة دائمة للغرب في غرب آسيا وإن المحادثات مع أمريكا والدول الغربية هي تجربة خاسرة في القضية الفلسطينية )
حين زار البابا الامام السيستاني في منزله كانت مقولة الامام المرجع الاعلى للبابا قد دوت في كل أرجاء العالم فكانت نداء حاسما مقداما .. حيث قال ( يجب إنهاء الاحتلال والظلم عن الفلسطينيين ) .
الغاية من إحياء المناسبة كل سنه هي :
+_عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني .
+_إعطاء قضية فلسطين بعدا عالميا .
+_رفض صفقات بيع فلسطين .
+_الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة على خارطة الجغرافية العالمية
+_ التأكيد للاحتلال أن بقاءه في فلسطين بات مسألة وقت .
كان شعار يوم القدس العالمي لعام ٢٠٢١ هو ( القدس أقرب ) .. أما الشعار لهذه السنة ٢٠٢٢ فهو ( القدس هي المحور ) .
كان ولا زال الاحرار المجاهدون من أجل التحرير يقرنون جهادهم بجهاد (التبيين ، البلاغ، الاعلام ) وهو الجهاد الذي وضّحه الامام الخامنئي في خطاباته ودعا الى ممارسته ،وأعتبره ضد التزييف ، والتبيين فعل إنساني واجب على كل إنسان أن يقول الحق ضد الباطل والتزييف ، أو يكتبه في مختلف وسائل الاعلام ، وهو جهاد لانه كلمة حق بوجه سلطان جائر ،سواء وقع الجور بالتزييف أو بغيره .
توضح جهاد التبيين في مسيرة آل البيت الكرام عليهم السلام ، ويمكن الاطلاع على مستويات هذا الجهاد من التبصر في كتاب الامام الخامنئي المتوفر على الانترنيت والموسوم ( ٢٥٠ سنه من عمر الانسانية).
يقول أحد المجاهدين اللبنانيين وإسمه علي سلمان ( ..الحاج عماد مغنية لم يقتل لانه لبناني ،والحاج قاسم سل+ ي+ ماني لم يقتل لانه إيراني والسيد حسين الحوثي لم يقتل لانه يمني والحاج ابو مهدي المهندس لم يقتل لانه عراقي ..قتلوا لانهم على طريق القدس وإمتداد ل ..هيهات منا الذلة ..جملة وتفصيلا ) .
أزاء هذا الجهاد الايراني ، فإن إيران لا تدعي أنها تجاهد من أجل تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف نيابة عن العرب ولا سيما أولئك الذين إبتعدوا كثيرا عن هذه القضية المصيرية وتداعياتها ،وإقتربوا من الغاصب الصهيوني لحد التطبيع سرا أو علانية .
.. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون .