المقالات

يوم القدس:محطة استنهاض وصفعة إيقاظ..


كوثر العزاوي ||   معلوم أنّ لكل مناسبة أو مشروع أو حدث.."تاريخُ ولادةٍ وبداية"وفي كل سنة يحتفل صاحبها بذكراها. ويوم القدس العالمي هو وليد رَحِم القيادة العليا في جمهورية إيران  الإسلامية،مؤرخهاروح الله الخميني  "قدس سره" في شهر رمضان عام {١٣٩٩هج/آب-١٩٧٩م}أي بعد انتصار الثورة الأسلامية بعام واحد،ما يدعو المتأمل في شخصية هذا الرجل القائد ليجد أنّ نهجهُ المحمديّ العلويّ المهدويّ القويم جعله يفكّر ويؤسس لمشروع يؤكد فيه للعالم، أن القضية الأساسية المصيرية هي قضية"تحرير القدس"رغم أن انتصار ثورة بلاده آنذاك مازالت فتيّةمتلكئة الخطى نحو الاستقرار،فضلًا عن تكالب أعداء الإسلام وتهديد كلاب حراسة أمريكا في المنطقة على الحدود الجغرافية مع إيران،ولطالما كانت بحاجة الى تظافر جهود استثنائية لبسط الأمن والاستقرار وإعادة الحياة إلى ذلك الشعب الثائر المؤمن، وقد لاقى اقتراح الامام الخمينيّ استحسانًا واسعًا وقبولًا في جميع الاوساط لجعل آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام يومًا عالميًا للقدس وليس يومًا عربيًا أوإسلاميًا شيعيًا فحسب،إنما يمثّل أكبر حدث عالمي قد جمع الأمة العربية والإسلامية وحتى البلدان غير الإسلامية منها أمريكا الراعية للصهيونية،إضافة الى مشاركة  شريحة اليهود"الأرثوذكس"المعادية للصهيونية،فيما توسعت المناسبة عاما بعد عام لتنظَّم المسيرات وتعقد الندوات والمؤتمرات وتقيم التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية المناهضة للاستكبار وأسرائيل والصهيونيةومن يساندهم في مختلف دول العالم العربي والإسلامي  مندّدة بالسياسة الوحشية وأساليب احتلالها للقدس الشريف وأهله الشرفاء،ماجعل هذا القرار والحدث الخطير يمثّل صفعة إيقاظٍ بوجه إسرائيل وحلفائها، وهي تخبرهم أنّ القدس للإسلام ولابد من يومٍ تعود إلى أهلها بفضل مقارعة المقاومة للأستكبارعبر طرق  التمهيد المختلفة لصاحب"العصر والزمان"ارواحنافداه"ولعلنا في كل عام نستشعر نعمة القيادة الحكيمة للامام الخميني"قدس سره"والتي لاتُقدّر بثمن!ونظرته الأسلامية الحكيمة الشمولية العاملة بمقتضى المعاييرالالهيةالتي تعتمد استراتيجية التوحيد وبمنتهى الثقة والتوكل على الله"عزوجل"ولعله السر الذي حقق الانتصارات النوعيه في عهده والى يومنا مازالت منظومته معتَمَدة بقيادة خَلَفهِ الذي لايقلّ حنكة وبصيرة وهو يضع الخطط بذات المعايير الالهية التي تواجه وتقاوم أعتى رياح الأستكبار العالمي فيما يسعى"أدامه الله قائدا وسندا"في اختيار نوع الأدوات ووسائل استنهاض الأمة مستثمرًا المناسبات الإسلامية لجمع كلمة المسلمين وبما يمكّنه من تحقيق تلك الأهداف السامية في الوحدة،لأثبات حقوق المستضعفين وفضح المستكبرين فيما يتعلق بقضايا الامة الإسلامية المصيرية سيما تحرير القدس قضية الإسلام الكبرى، في الوقت الذي نشاهد تنامي عملية التطبيع مع إسرائيل من قبل حكومات الذلّ والخنوع من أعراب بوادي الخليج ليكونوا لليهود سندا وللظالمين عونًا،وقد غضّوا الطرف بفعل فقدان البصيرة وعمى القلوب عمّا حذّر منه المولى"عزوجل"وهو القائل: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} البقرة ١٢٠ ولكن بقدر أعداد المطبعين اليوم مع إسرائيل، نجد أضعاف الرافضين للاحتلال الإسرائيلي، ممن يساند القضية الفلسطينية من عدة محاور للمقاومة في العراق وايران واليمن ولبنان،علما أن هذه المحاورأصبحت تمتلك الكثير من اوراق الضغط سياسيًا وعسكريًا ونوويًا،وهي مَن تغيّر المسارات وتضع ضوابط الاشتباك والمواجهة، حيث باتت قاب قوسين أو أدنى من الملحمة الكبرى، وشيكة الوقوع التي تنذِر بزوال إسرائيل عبر منازلة كبرى سيُهزَم فيها معسكر الشر وتفنى جبهة الباطل ويعود الإسلام غضًّا قويا وستتحطم حصون التحالفات الباطلة  و{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} القمر ٤٥-٤٦   ٢٢رمضان١٤٤٣هج ٢٤-٤-٢٠٢٢م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك