المقالات

عفا الله عن ماسلف..!ّ


  محمد كاظم خضير ||

 

من الذي سيطوي صفحاتك من ياحاتم سليمان ؟ ومن أين يبدأ الماضي الذي يراد طي صفحاته معك بعد رجوعك ؟ وأين ينتهي؟ عبارة (شبه الجملة) "طي صفحات الماضي" وردت كثيراً بعد عودتك ، ويتذكر الجميع أين ومتى ومع من جرت، وقد اعتقد كثيرون ومنهم كاتب هذه السطور أن صفحات الماضي قد طويت بعد هروبك وانت في أحضان اربيل الغدر ، لكن ماضٍ جديد بدأ مباشرة في اليوم التالي، وقد فتح آلاف الصفحات التي لا أحد يعلم متى ولا كيف ستطوى بعد رجوعك قد يكون بنت جرذ العوجه . "طي صفحات الماضي" عبارة زئبقية مطاطة خادعة لا يستطيع أحد أن يقول ماذا تعني ولا كيف يتم الطي ولا بأي اتجاه؟ ولا ماذا سيطوى وماذا سيتبقى بدون طيٍّ؟ وبعبارة أخرى، في ظل الماضي المكتظ بالمظالم والجرائم والصفحات السوداء، وما أنتجه كل ذلك من ضحايا ومظلومين وقتلى وشهداء ومعوقين ومنهوبة أملاكهم، ومقصية حقوقهم، وهؤلاء يعيشون هذه الوضعية منذ سبع سنوات ونيف ، كيف ستتم عملية طي صفحاتهم معك؟ الماضي الذي يراد طي صفحاته معك كان مليءً بالثنائيات المقيتة: ثنائيات الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول والناهب والمنهوب والقاصي والمقصي والساحق ، . . . فكيف ستطوى كل هذه الصفحات السوداء، خصوصاً وأن الظالم والقاتل والناهب والغازي ما يزال هو المتحكم في المشهد، وهو من يدعو إلى طي صفحات هذا ماضيك الأسود ياعلي حاتم سلمان ؟ هل بطريقة "عفا الله عما سلف" وعلى الضحايا أن يلعقوا جراحهم ويقبلوا جبين من قتل أهلهم ونهب حقوقهم وغزا أرضهم واحتل ديارهم ودمر مستقبل أبنائهم وبناتهم وأحفادهم وحفيداتهم؟ جرائم الماضي (الذي يراد طي صفحاته) تتدرج بين النهب والسلب حتى القتل والتدمير، بما في ذلك تدمير الدولة، فإي من هذه الجرائم يمكن طي صفحتها وكيف؟؟ إنني أتحدث عن مظالم الماضي عامة ولا أتحدث عن الجنوب وحده وهو الضحية الأكبر في كل هذا الماضي، وهنا أتساءل: كيف ستطوى صفحات اغتيال شهداء سابيكر ؟ وكيف ستطوى صفحة قتل الابرياء ياعلي حاتم سليمان ومثلها ، وآلاف الضحايا التي ذهبت جراء تحريضك على قتل القوات الامنيه في التظاهرات ؟ وقبلها ضحايا السلب والنهب والتهميش والإقصاء والقتل والاغتيال في في هذه المدن ؟ أعرف أن هناك من سيمتعض من هذه الأسئلة لكنني أؤمن أن القفز على هذه الأسئلة لن يكون إلا شيئا مما يسميه البعض بـ"الكلفتة السياسية" وبمعنى آخر كأنَّ صانعي هذا الماضي البغيض يقولون لضحاياهم: "اسدلوا الستار على جرائمنا وانسوا مظلومياتكم ولا تطالبوا لا بالتعويض ولا باجتثاث أسباب الجريمة، ولا بمحاسبة المجرمين، وإلا استعدوا لجرائم أكبر منها وأشد سوءً" وللحديث بقية
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك