المقالات

كلمات من وحي ليلة الشهادة السرمدية


طالب الأحمد ||

 

ثمة مسألة أهم – في تقديري- من الحزن والمواساة في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام..إنها مسألة إستذكار قيم عليّ ونهج عليّ في زمن صعب لا نجاة لنا فيه إلاّ بالسير على نهج عليّ، ولا طمأنينة لنا فيه إلاّ في محراب عليّ.

نعم نحن نحزن هذا العام عند حلول ذكرى شهادة إمام المتقين ؛ إنما ليس على فراق عليّ، فعليّ عليه السلام يسكن قلب كل مؤمن ومسلم، وحبه هو السرمدية بذاتها فليس من حب أكبر من حبنا لعليّ سوى حب الله تعالى ورسوله الأكرم (ص).

نحزن ليس على فراقه عليه السلام وعروجه لمقعد صدقٍ عند مليك مقتدر، فتلك الشهادة كانت غاية غايات عليّ وأحلى وأبهى وأجمل وأغلى ما كان يتمناه روحي فداه..لكننا نحزن على غياب قيم علي ونهج عليّ ..نحزن على إبتعاد من يدّعون التشيع لعليّ من ساسة اليوم عن نهج عليّ ومدرسة عليّ المُلهِمة..نحزن ونبكي بدل الدموع دماً لأننا محرومون ممن يواصل نهج عليّ في الحكم والإدارة والقيادة ..لأننا محرومون في مجتمعنا المعاصر من تلامذة عليّ أمثال عمار بن ياسر ومالك الأشتر وميثم التمار ومحمد بن أبي بكر رضوان الله تعالى عليهم..حقاً نحن نرثي أنفسنا على هذا البلاء، وأي بلاء أعظم من فقد قيم عليّ؟!!. ألا ترون ما نحن فيه من تيه وفوضى بعد أن فقدنا بوصلة "ذو الفقار" وأخذنا نجلد أنفسنا وندمّر تراثنا بإيدينا!.

المتشيعون حقاً لعليّ لا تعني لهم السلطة شيئاً إلاّ أن يقيموا عدلاً ويدحضوا باطلاً..المتشيعون حقاً لعليّ يبقون هم القادة في مجتمعهم وفي أُمتّهم حتى لو كانوا في طوامير السجون والمعتقلات..يبقون قادة أفذاذ حتى عندما يُغيِّبهم مَلك الموت عنا، أما ترانا نلوذ بضريح قائدنا عليّ كل يوم ونستلهم منه العزيمة على مقاومة الظلم ..نلوذ به لنستمد قبساً من نوره يمنع اليأس والإحباط من التسلل إلى نفوسنا.

اليوم في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام نحن أحوج ما نكون إلى أن نستعين بنهج عليّ لتصحيح الأخطاء المتراكمة..إلى أن نرفع راية عليّ الإصلاحية بدلاً عن راية اليأس والإستسلام لواقع بائس..نحتاج إلى نعي جيداً ماذا يعني التشيع لعليّ..وتلك هي المسألة.

اللهم نسألك في ليالي القدر المباركة أن تسدد خطانا دوما للسير على نهج مُحمّد وعليّ ، وأن تجعل كل همنا هو السعي لنيل رضاك في الدنيا والآخرة، وأن ترزقنا الحياة والموت على حب مُحمّد وعليّ إنك أنت السميع المجيب.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك