المقالات

الإعلام العاطفي! ..

1668 2022-04-19

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

وجهات النظر كثيرة ومختلفة تلك التي تُطرح حول الإعلام العراقي، حينما يُفتح باب الحوار او الحديث عن واقع هذا الإعلام المعاصر، الذي أخذ يسبح في فلكه الوضع العراقي الشائك، بل حتى المتصدين لواجهاته أخذوا يطرحون آراؤهم وهم ينتقدون طبيعة العمل الإعلامي الذي يمثل وجهات نظر المؤسسات الإعلامية  المرئية والمقروءة والمسموعة  ..

وهكذا أصبح واقع العمل الإعلامي يتمضغ به من يعمل تحت منصته من دون أن يكترث بمقاييس المهنة النظيفة ومبادئها، ولطالما صار الإعلام يسير وفقا لنهج السياسة المتبعة في الوقت الحاضر لإدارة شؤون البلاد، والتي تُدار وفق المنهج الكتلوي او المحاصصة والولاءات والمحسوبيات إلا ما ندر فالقَّلة منهم إبتعد عن هذا المنهج، وصار له أسلوبه الخاص لإتباع المنهج القويم والصحيح ..

ووفقا للقياس العام السائد حاليا، والذي يعمل به الإعلام، ضاع رونقه والبهاء الذي كان يتسم بهيبة ونفوذ وكرامة المهنة التي لا يعلو عليها شيء آخر كونه يمثل السلطة الرابعة في الدولة حقا وحقيقة يوم كانت تلعب دورا مهما بتمثيل قضايا المجتمع ومنها طرح الموضوعات الصحفية والإعلامية ومناقشتها بواقعية وبأداء مهني مخلص .. وهذا ما لا نشاهده اليوم ولا نلمسه للأسف عند معظم الواجهات الإعلامية وممثليها ..

وهناك اسباب عديدة تنطوي وراء هذا الإنحناء غير المهني الذي غزته السياسة والمال وبتجاذبات عجيبة غريبة وبشكل سلبي لا يمكن تصديقه في تاريخ العمل الإعلامي المهني، حتى صار السياسي الذي يملك المال يتخذ من هذه المهنة الشريفة ويسيرها حسب اجندته المرسومة، وصار اصحاب الاقلام النظيفة وغالبيتهم من فقراء الله يرتضون لأنفسهم القبول بوجبة طعام او تلقي مبالغ بخسة على حساب طعن الحقيقة ورسالتها الإعلامية لإرضاء الآخرين في منح أصواتهم او كتابة ما يرضيهم ،

وجرى الأمر على هذا المنوال حتى صارت نجومية الإعلام في العراق سيئة وإشتهرت على هذا الوصف أكثر من نجومية هوليود، وصار امثال هؤلاء يتربعون على حساب حق الكلمة وهم بلا كلمة!.. وبلا قلم حقيقي! .. وهم ينجرون وراء عواطفهم  لإرضاء رغباتهم ورغبات من يتبعهم او ممن يعملون تحت مظلتهم، وهذا للأسف الشديد سيسهم في اغراق العراق بمشاكل اضافية اقتصادية وخدمية وصحية هو بأمس الحاجة لتجنب مآسيها مثلما هو بأمس الحاجة إلى أدوات إعلامية حقيقية تستطيع تشخيص ما يحتاجه الموطن من خلال الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام المهني الموضوعي في هذا المجال ، بخلاف الإعلام السلبي الذي صار يشهد غلوا غير طبيعي بالشخصنة وتجاذبات القوى السياسية وطبيعة الحكم، منطلقا من الجوانب العاطفية لتضفي على مهنية الإعلام طابعا سلبيا من اجل التقرب لأصحاب القرار والسلطة، وكسب الفرص التي تحوَّل فيها الإعلام إلى أعلام عاطفي صرف يتسم بالرغبات الخاصة وإرضاء الآخرين على حساب  المهنية حتى ضاعت كلمات المتنبي في مهب الريح في (السيف القرطاس والقلم) التي شهد لها التاريخ يوما ما، وسادت بدلا عنها كلمات (البعض) .. و(اليوم) .. في  حديث الصحافة المُبهم .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك