المقالات

الدور الرسالي بمعية الرسول..


 كوثر العزاوي ||

 

الحديث عن تلك السيدة العظيمة "خديجة القرشية"حديث يرقى بها ومعها إلى مصاف صدّيقات الجنان، لما تميزت به من مزايا وسمات ملكوتية، هذه الشخصية التي حظيت بمكانة اجتماعية مرموقة في الجاهلية وقد زادها الله شرفا ورفعة عندما اقترنت بسيد الخلق، وكانت أول القوم إسلاما، ولم يسبقها احد سوى أمير المؤمنين"عليهم السلام"

كما كان لها من السمات والمواقف المتميزة ماجعلها تتناسب مع عظمة شخصية النبي وتنسجم مع اهدافه وكمالاته، فهي تصلح لذلك الدور الرسالي الذي ينتظرها، الحافل بالجهاد والصبر والتضحية،

فالسيدة الثرية التي كانت تملك ثروة طائلة، وتدير تجارة عظيمة، لم تغرها زبارج الدنيا وزينتها، ولم تبحث عن اللذة لأجل اللذة، ولا عن المال والشهرة، ولم تتملكها دنيا الراحة والدعة، لانها كانت تبحث عمن يخدم هدفها الأسمى في الحياة، لأجل الهدف المرتبط بالسماء الذي ادخرته يد الغيب لتجسد الدور المهم والخطير الملقى على عاتقها جنبا إلى جنب مع رسول الإنسانية لأجل تحقيق الرسالة الإلهية في بناء مجتمع توحيديّ، وإنارة الطريق  بمشعل الهداية في زمن خيم ظلام الجهل على المجتمع،وبمعية صاحب خاتم الرسالات تحمّلت أعباء الحياة راضية بالفقر والاذى وسخرية نساء قريش، وانتقادهن اللاذع لها، مايدل على أن هدفها أسمى وأعلى من كونها زوجة فقط،بدليل رفضها لكثير من وجهاء قريش ممن تقدموا لخطبتها بل وأكثر من ذلك أنها هي من عرضت نفسها عليه، فكثير من المواقف الرائدة التي تصلح لكي يقتدي بها النساء عبر  الأجيال، وبسبب بصيرتها ووعيها، كان رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" يخبرها بما يحدث معه، فقد ورد أنّ أوّل تواصل لجبرئيل برسول الله "صلى الله عليه وآله" أخبرها به، فكانت المصدِّقة له في ذلك، فضلا عن انها كانت قبل البعثة تهتم وتتفاعل إيجابًا مع اهتمامات رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، فكان حينما يصعد إلى جبل حراء تواكبه بالطعام والشراب، معينة له في ما يقوم به، وقد زاد اهتمامها أكثر بالنبي بعد البعثة الشريفة مواكبة له في ذلك، كما أنها حظيت هي أيضا بحبه ورعايته، فكان يواسيها ويردّ الاقاويل عنها، وكان لها كما كانت هي له، السكن والمعين والناصر والوزير والعضد، وقد حزن لوفاتها حزنا شديدا شهد له التاريخ بذلك، لدرجة انه كفّنها بردائه المبارك ونزل إلى حفرتها قبل الدفن، إذ لم يعهد مثلها إلا القليل من صانعي التاريخ حتى عُدّ نصرها للرسول والرسالة أحد الدعائم التي قام عليها الإسلام بدليل قول النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله" {ما قام ولا إستقام ديني إلا بشيئين:مال خديجة وسيف عليّ بن أبي طالب}"عليهما السلام"

السلام على ام المؤمنين خديجة الكبرى.

 

١٠رمضان١٤٤٣هج

١٢-٤-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطنة
2022-04-13
احسنتم عاشت السيدة الجليلة وماتت غريبة يحزنني قلة تسمية البنات بإسمها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك