ضحى الخالدي ||
نكتة الصمونة الملفوفة بالخبزة أول مَطلعت في قضاء المسيب بداية الثمانينيات من القرن الماضي نكايةً بأهالي جرف الصخر -النصر- الذين صعدوا الى مدارج لم يكونوا يحلموا بها، مع احتفاظهم بخاصية التخلف رغم المال المغدَق عليهم، بفضل المقبور محگان كونهم كانوا يمثلون زبانية البعث المتحكمين بمقدرات ومصير أبناء القضاء الشيعي المثقف والمتدين بغالبيته العظمى، مع فئة من الشيوعيين، الذين نالهم ما نالهم من العذاب والإعدام والهجرة والإفقار وإهمال البنى التحتية للقضاء، والذين كانوا يعتقلون أبناء القضاء، ويصادرون ما شاؤوا، ويجنّدونهم في الجيش الشعبي بالقوة، ويسوقونهم الى الخدمة الإلزامية مجبرين، ويساومون نساءهم العفيفات، وقتلوا وغيّبوا الآلاف من شباب المدينة وشيوخها في الانتفاضة الشعبانية، وظلوا يتجسسون على أهلها، ومنعوا أذان الجعفرية لشهرين فيها، وهدموا مساجدها، وجرّفوا بساتين نخيلها مع الحرس الجمهوري بقيادة المقبور حسين كامل.
كانت النكتة الوسيلة الوحيدة لتخفيف الخناق على مدينة علوية مثقفة صغيرة غافية بحضن الفرات، يجاورها صعاليك شبعت بطونهم بعد جوع، من لحوم أبنائها.
لعنة الله على مجيد رشيد وزبانيته، وضعوا شبابنا في الإطارات وأحرقوهم، وذبحوهم على سطح الحسينية، فسال دمهم من مزاريبها، ودفنوا آخرين أحياء، لعنة الله عليه مع كل صاحب عائلة (شد گوره وياه) إلا أن يلتحق في الحرب المفروضة، أو يُعدم، لعنة الله عليه بعدد الإطلاقات التي طلب ثمنها من شعلان أبو المَي بعد إعدام ولده الوحيد (لأنه فرار) في وقت لم تكن فيه حرب، ومنعهم من إقامة العزاء.
لعنة الله على عبد الواحد سويدان أبو الرگّي الذي صار عضو مجلس وطني ١٩٨٩ يمتلك محطات الوقود ويتحكم بمصير المدينة، وعلى أخيه الإرهابي قاسم سويدان.
لعنة الله على عفاف شريف (أم رفلة) منال يونس مصغرة، ووووووو……
لعنة الله على من اعتقل الخلوق محمد جاسم دبس من السوق أيام الغزو ٢٠٠٣، وغيّبه حتى الآن، فقط لأنه عند سماع صوت الطائرات في القصف ضحك، وقال: هلا بخوالي!!
رغم سحنته السمراء التي لم تدل يوماً على أنه من التبعية الأميركية، ولا البريطانية!!
لعنة الله على من حارب المدينة بقطع الكهرباء عنها بحجة الصيانة منذ ١٩٨٠، لعنة الله على من حاربها بقطع الماء بعد ١٩٩١، وهي التي يشطرها الفرات العظيم شطرين غير متكافئين.
لعنة الله على من حاربها في التبليط، والمجاري، وسحب مياه الأمطار، كأنها لم تكن موجودة.
لعنة الله على من أخذ الأقراط من آذان بناتها بحجة المجهود الحربي.
اليوم يستخدم زبانية الحلبوسي هذه النكتة كهجمة مرتدة ضد أهل السماوة لأن هناك قضية مثارة ضده من ابن أحد عشائرها الأصيلة.
ملاحظة لفريق الدهن الحر: تتذكرون حين كانت صفحة (الأنبار مدينتي) على فيسبوك عامي ٢٠١٨ و٢٠١٩، تتباهى بنشر صور لمتنزهات غنّاء تدّعي أنها من إنجازات المحافظ الحلبوسي (رئيس مجلس النواب فيما بعد)، ثم إتضح أنها لمتنزه في السماوة؟!!
عمّروا حي التأميم، وأردموا (الچيحة) خلف العمارات، وابنوا مجمعات سكنية لنازحي الأنبار الذين هُدمت بيوتهم، ثم تمنطقوا على الوركاء (أوروك) أصل كلمة (عراق).