المقالات

الفضيلة مازالت تنتصر

1613 2022-04-09

د. عطور الموسوي ||

 

عرفتها بين طيات قصة جميلة مشوقة خطتها أنامل سليلة العلم وربيبة العلماء والفقهاء العلوية رائدة العلوية بنت الهدى رضوان الله عليها..

امرأة ما جاد الزمان بمثلها، مؤمنة عالمة عاملة، وكأنها جذوة نور  علوية تناقلتها الأصلاب المؤمنة الى الأرحام الطاهرة جيلا بعد جيل لتجعل للقرن العشرين قدوة نسوية تتمحور حولها الفتيات وتقتبس منها كل القيم الانسانية المعطاء لتنثر عبيرها أينما كانت ..

شدّتني اليها بكلّي وأنا طالبة في الصف الأول للدراسة المتوسطة عبر مجموعة قصصية كان يزودني بها أخي الشهيد جمال الموسوي رحمه الله، ضمن مجموعة كراسات صغيرة أخرى يبغي عبرها اعداد شخصيتي وزيادة وعيي الديني والاجتماعي، بطريقة الدعاة الهادفين لبناء الشخصية الاسلامية لكل من يعرفونه أهلا وجيرانا وزملاء دراسة وغيرهم .

نعم كانت كل قصة من قصصها تنقلني الى عالم آخر يعزز معنوياتي وتزيدني إصرارا وأنا المحجبة الوحيدة في مدرستي الابتدائية، وثاني محجبتين في مدرستي المتوسطة.. تعينني كلماتها على مواجهة ما نتعرض له من مديرة المدرسة البعثية والتي تتعمد التضييق علينا كوننا وزميلتي نرتدي الحجاب.. تستهزأ بنا و(تتنمر) علينا بمصطلحات العصر الحديث، ولا تراعي تفوقنا في دراستنا والتزامنا بالدوام وكل تعليمات المدرسة، وانما أعماها حقدها البعثي على كل خصلة نبيلة وهي  تشعر بالنقص كونها بعيدة عنها.

والفضيلة تنتصر تلك القصة التي كان عنوانها مثابة وعد وعدتنا به الشهيدة العلوية الفاضلة، فقد جاء الفعل مضارعا دالا على الحال والاستقبال ..وكنت أشهد انتصار الفضيلة طيلة عقود عمري وفي أحلك ظروف مررت بها .. حتى سقط طاغية العراق صدام المقبور في نفس تاريخ استشهادها وأخيها رضوان الله عليهما.. وصرنا نقيم  برامجا نحيي الذكرى سنويا، وفي كل عام اجدها تنتصر الفضيلة لتشع على وجودنا قوة لن نضعف بها أمام مخططات اعداء الاسلام، وعزما على المضي وفق نهجها وخطاها لن يثنيه نعيق غربان الشر وإن تعددت وسائلها .

نعم لقد انتصر دمك سيدتي على جبروت الطاغية صدام وها أنت اليوم تستذكرك الأجيال وتخضر  من دمك الطاهر أزاهيرا للعطاء خالدة كخلود الشهادة وحياتها الأبدية التي بيّنها الله تعالى في كتابه الكريم :

"ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون * فرحين بما آتاهُمُ اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لـم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خـوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ وأنَّ اللّه لا يُضيعُ أجـر المؤمنين"(169ـ171) آل عمران .

وهذا هو النصر المؤزر المبين لك ايتها الفضيلة التي انتصرت رغم أنوف الطغاة..

 

السبت 7 رمضان 1443

9 نيسان 2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك