احمد السوداني
الهرج؛ بفتح في اوله وسكون اخره، عبارة عن مصطلح بمعنى الفتنة او الإقتتال الشديد، وقد حرص اهل البيت عليهم السلام، على استخدام كلمة الهرج في احاديثم، لما تمثله من معنى شامل للفتن.
لا يخفى على المتابع وغير المتابع، للاحداث العالمية ويرى ما يجري حوله من أحداث، مهولة وازمات، والتي ما انفك ان تحل ازمة، حتى نرى حدوث ازمة اخرى واضطراب في مكان غيره، كأن العالم يرفض ان يهدأ، او لا يريد ذلك.
ان من اهم أسباب حدوث الهرج في العالم, هو قادة و زعماء الدول ومحاولة تغليب السياسة الخارجية لتلك الدول على بقية العالم، ومحاولة فرض اراداتها عليها، وكذلك للحصول على ما يلائم سياساتهم، دون الاخذ بنظر الاعتبار مصلحة تلك الدول، او الضرر الذي سوف يحيق بها.
أن ما يحدث الان من توترات في الاحداث ما بين الدول، مثل الصين وتايوان او الجزائر والمغرب حول الصحراء الكبرى، او الهند وباكستان حول اقليم كشمير، كل ذلك يحصل بسبب ما ذكرناه اعلاه.
و لا ننسى الازمة الاخيرة بين روسيا وأوكرانيا والتي قد تكون ارهاصات هرج الروم الذي ذكره اهل البيت عليهم السلام، وبالتالي سوف تكون نتيجته الحرب العالمية الثالثة، التي سوف يهلك فيها ثلثي العالم، وذلك بسبب السياسة الرعناء لقادة وزعماء تلك الدول، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام )يقول: (لايكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي) (البحار:52/ 113)
ومن خلال تتبع الاخبار العالمية، وما يحصل فيها، يكاد نصل الى مرحلة نجزم فيها، ان ما يحدث الان في العالم هو بسبب فقدان القيادة الحكيمة والعادلة، التي تأخذ على عاتقها حل جميع الاضطرابات والتوترات، التي تحصل بين الدول العظمى، او الدول الصغيرة، او الأقاليم، حيث نرى الان الكثير من النزاعات والازمات والأسباب مختلفة، كان تكون ازمة مياه، او بسبب ترسيم الحدود بين الدول المجاورة، او نزاع حول اقليم تعتبره احدى الدول تابعاً لها جغرافيا ً وتايخياً، وهو منظم الى إحداهما، او يملك حكومة مصغرة مستقلة عن الدولتين.
ونحن كمسلمين نرى بان العالم بحاجة إلى قائد، يأخذ على عاتقه حل جميع الصراعات والتوترات بصورة عادلة، واعطاء كل ذي حق حقه، وهذا القائد يجب ان يتحلى بجميع الصفات المحمودة والحسنة، التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأحاديث اهل بيت الرسول صلى الله عليهم وسلم.
اذا ما وِجد هذا القائد وقام بما منتظر منه من حل الصراعات فهل سوف نُسلم له نحن كمسلمين؟ حتى يسلم له بقية انحاء العالم، كقائد فذ قد وضع الحلول لجميع المعضلات.
الشعوب اليوم فقدت ميزان العدالة، ولا تعرف اين تجده، ولكنها سوف تجد ضالتها عند ظهور المولى الحجة عجل الله فرجه.
https://telegram.me/buratha