نرجس التميمي ||
شهر رمضان هو فرصةٌ ثمينةٌ للمنتظرين يستطيعون من خلالها تزكية أنفسهِم وتهذيبها لبناء الروح المعنوية والشخصية الإيمانية لهم التي ينالون بها القرب من الامام ارواحنا فداه وشرف تسجيل أسمائهم في ديوان أنصاره صلوات الله تعالى عليه.
شهر رمضان هو شهرٌ ينبغي ان يكون مميزا لكل المنتظرين الذي يطمحون ان يكونون بمنزلةٍ قريبة للإمام المهدي(عج) فهو شهرٌ الله الذي نكون فيه بضيافته تعالى، شهرٌ الدعوة فيه مستجابة، انفاسنا فيه تسبيح، والنوم عبادة، أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، فالخير كل الخير في قضاء هذه الليالي في القيام بالاعمال العبادية وقراءة الادعية المأثورة عن أهل البيت صلوات الله تعالى عليهم التي اذا ماتأمل فيها الانسان وفهم معناها لوجد فِيهَا مضامين عميقة توصل الانسان الى كمالاتٍ روحية عالية، وهذا هو الهدف الذي ينبغي ان يصل اليه الانسان المُنتظِر، وبذلك تتأكد أهمية هذا الشهر للمنتظرين.
ولاننسى في هذا الشهر الفضيل اننا موعودون بعلامة الصيحة الجبرائيلية في الثالث والعشرين من هذا الشهر التي هي من العلامات الحتمية في حدوثها واكبر علامة تبشر بالظهور الشريف، وبذلك ينبغي علينا التهيؤ وترقب قيام دولة ال محمد صلوات الله عليهم لننال شرف نصرة إلامام عليه السلام، ومما ورد في آداب شهر رمضان عن الأمام الصادق(عليه السلام) في حديث يؤكد فيه عن أهمية إعداد النفس والتهيؤ لظهور الامام (عج) في هذا الشهر، حيث يقول عليه السلام: " كونوا مشرفين على الآخرة، منتظرين لأيامكم من ال محمد، متزودين للقاء الله"
نجد في اعمال شهر رمضان دعاء الافتتاح الوارد عن عن شخص الامام المهدي (عج) الذي يدعى به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وينبغي ان نتوقف عند هذا الدعاء طويلاً لان في الحقيقة عند التأمل في هذا الدعاء نجد انه لايمثل دعاءً فحسب وإنما منهجاً كاملا نسير عليه ونحن في مرحلة الانتظار، فعندما يقول عليه السلام:"اللهم إنَّا نرغبُ إليكَ في دولةٍ كريمةٍ تُعز بها الاسلام وأهلِه تُذل بها النفاق واهلِه وتجعلُنا فيها من الدُعاة الى طاعتِكَ والقادة الى سبيلكَ "نجد ان الامام عندما طلب من الله تعالى دولة يعز بها الاسلام ويستقوي بها على الاعداء، جعلنا نتبنّى بناءَ هذه الدولة، فنكون بها من الدعاة الى طاعته والقادة الى سبيله، ولعلنا لانجافي الحقيقة اذا قلنا انه لم نجد في أدعية شهر رمضان كدعاء الافتتاح الذي يركز طبيعة العلاقة مع الامام المهدي ارواحنا فداه.
شهر رمضان هو الشهر الذي انزل فيه القران، هدى ونور للناس فهو شهر القرآن وربيعه كما ورد عن الامام الباقر(ع) حيث قال:"لكل شيٍ ربيع، وربيع القران شهر رمضان" كمانجدُ احاديث كثيرة عن الأئمة عليهم السلام في فضل تلاوة القرآن في هذا الشهر، وحثوا وأكدوا للناس على تلاوته التي تعادل ختم القران في غيره من الشهور، ولزرع ترابطٍ بين الانسان وكتاب الله وان يتخذه رفيقاً له في هذا الشهر، فلا بأس بل الأفضل ذكر الامام ارواحنا فداه عند قراءة القرآن، وجعل بعضاً من آيات الذكر الحكيم مهداةً لهذا الامام الغائب، لان من يدعو لإمام زمانه ويذكره فأن إلامام يذكره ويدعو له.
شهر رمضان هو شهر المنتظرين اكثر من غيرهم، اذا ما أداروا أوقاته خير إدارة، وقضاء كل ساعةٍ من ساعاته التي تمر عليهم في خدمته فتكون خطوة للتقرب من الإمام المهدي ارواحنا فداه، وبذلك يصبح شهر رمضان شهراً مهدوياً مباركاً، معطرا بذكر صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha