المقالات

ديمقراطية أم "تمقرط"؟!

1964 2022-04-04

  حمزة مصطفى ||   بعد عام 2003 أهم مافكر به الآباء المؤسسون للنظام الجديد في العراق هو كيف يتداولون السلطة بينهم. ومن أجل السلطة سكتوا على كل ماقام به الأميركان أو سمحوا به من تهديم وتحطيم لأركان  الدولة التي كانت قائمة بقطع النظر عن شكل الحكم ونوعه ركنا ركنا. حل الجيش ومؤسسات الدولة كانت جزء من التحطيم  الممنهج. سرقة المتحف العراقي تحت أنظار الجميع كانت جزء من عملية التحطيم الممنهج. إستباحة المال العام تحت أنظار المحتل وصمت أصدقائه  من الآباء الذين كانوا ينتظرون دورهم في ركوب موجة التأسيس الجديد كان جزء من عملية التحطيم الممنهج. كل الذي كان حلم به الآباء المؤسسون طبقا لكل ماتحدث به قادة الإحتلال الأميركي سواء في مذكراتهم أوأحاديثهم المتلفزة والتي نشرت وتنشر تباعا وآخرها مذكرات رامفسيلد (المخفي والمعلن) هو أن يحكموا ولو بالإسم فقط.  أما رامسفيلد فحكايته حكاية مؤلمة جدا حين سمح له من قبل بعض آبائنا المؤسسين بتدنيس واحد من أهم رموزنا الإسلامية التي نفتخر ونعتز بها وهو سيف ذوالفقار للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). شخصيا لا أعرف  (إشكال لقلبه ابونا)  المؤسس الذي منح التافه الساقط القذر دونالد رامسفيلد سيف أبا الحسن؟   المهم أن ثمن ذلك كله كان الإستعجال بتسلم سلطة شكلية "لاتهش ولاتنش" من المحتل. كانت البداية من الدستور الذي أريد له أن يؤسس لديمقراطية بركن واحد هو التداول السلمي للسلطة. فالآباء المؤسسون  الذين عاش قسم كبير منهم في دول الغرب الديمقراطية لم يأخذوا  من الديمقراطية سوى الإنتخابات وتشكيل الحكومات وتداول الوزارات وتقاسم المنح والهبات كل أربع سنوات.  بعد التجارب البرلمانية الأربع الماضيات ثبت للجميع أن تداول السلطة كان هدفا بحد ذاته, ولم يكن وسيلة لتحقيق الأهداف التي ينتظرها الناس الذين خرجوا لإنتخاب من يفترض إنهم ممثلوهم وهي الأمن والإستقرار والتنمية المستدامة والتوزيع العادل للثروة. كل هذا لم يحصل بينما ننهمك الآن في ظل الدورة الإنتخابية الخامسة في مناقشات طويلة عريضة في كيفية تشكيل الحكومة الجديدة. الحوارات حتى الآن  غير منتجة. فمن الواضح الجلي إننا مازلنا ننظر الى تبادل السلطة سلميا مع تلويح بالقوة أحيانا بوصفه هو الهدف لا البناء والتنمية والأمن والإستقرار والخدمات. ماذا يعني ذلك؟ يعني لاتوجد لدينا ديمقراطية بل .. تمقرط. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك