المحامي -عبد الحسين الظالمي ||
اصرار الاطار لم يكن وليد الصدفه بل هو ناتج من مجموعة كبيرة من المواقف ودراسه معمقة عن واقع مايجري في العراق منذ اكثر من خمس سنوات اي بعد مرحلة داعش وفشل مشروع تدمير العراق والقضاء على العملية السياسية والانتقال الى الحرب الناعمة التي اريد بها تحقيق ما فشلت به داعش وهو يعتمد على استراتيجية نقل الصراع الى داخل القلب الشيعي وبنفس ادواته والتي اعدت باتقان وكانت تهدف الى تحقيق مايلي :
اولا : القضاء على العملية السياسيه واسقاطها بيد ابنائها بحجة الفشل والفساد وذا لم تسقط العملية السياسية ينتقل الى السيناريو الثاني.
ثانيا : اجبار السياسين على اقرار الانتخابات المبكره مع السعي على جعل نتائجها تخدم مشروع التدمير او على الاقل نقل السلطة
والاعلان عن فشل مشروع الاسلام السياسي الشيعي بالعراق مثلما اعلنوا فشل المشروع السياسي السني في مصر والهدف الاصلي تحجيم هذا المشروع بكل المنطقة حتى يتمكنوا من تمرير مشروع التطبيع بكل سهوله .لذلك عمدوا الى عزل العمق الشيعي من خلال ترويج (شعار ايران بره بره )
لذلك عملوا بكل الطرق لجعل الانتخابات تخرج بنتائج اقل ما يقال عنها انها سوف تفرز موقفا معقدا وتزيد من الانسداد السياسي ليتحول الى انغلاق سياسي وهذا ما نراه اليوم .
اذا اصبح الاطار امام خيارين :
الاول : الاستسلام والذهاب الى المعارضه غير المجدية لكون الاوضاع تجري بالعراق ليس بالطرق الديمقراطية السليمة وتسليم الجمل بما حمل وبالتالي تحقيق الطرف الاخر ما عجز عن تحقيقة المخططون في فترة الفوضى وحصول الاطراف الاخرى على اقصى ما يمكن تحقيقة بل ما كان يحلمون به وقد يحققون بذلك كسرا لمعادلة الحكم بذريعة الاغلبية الوطنيه والتي تكون على حساب المكون الشيعي والارقام شاهده على ذلك .
الخيار الثاني : العمل على تعطيل المشروع قبل ولادته وهذا ما سميه لاحقا الثلث المعطل او الثلث الضامن لعدم تمرير المشروع والذي يتبناه الان الاطار وجل هدف الاطار من ذلك هو يتلخص بما بين القوسين (( الحفاظ على الاستحقاق الشيعي كونه المكون الاكبر سياسيا ، وتعطيل مشروع الذهاب بالعراق نحو المشروع الامريكي العروبي ) ). والذي يريد ان يكون هذا المكون هو صاحب القرار فيما يتعلق بحصته وهي المنصب التنفيذي دون اقصاء لاي طرف
المهم الاتفاق سواء كان كل المكون الشيعي مشاركا في الحكومة او بعضه المهم الاتفاق
وهذا ما سميه بالتوافق لان الوضع لا يسمح بترك الامور يتحكم بها الاخرون الذين اتضحت نواياهم اين يريدون الذهاب بالعراق والمنطقة.
الموقف صعب وقد يخلق انغلاق ولكنه موقف لابد منه وربما استطيع ان اقول ، هو معالجة لحالة النكسه التي افرزتها نتيجة الانتخابات والتي يتحمل الاطار جزء من مسبباتها .
لازال الشارع الشيعي الواعي يتفهم موقف الاطار وربما يدعمه ولكن السوال هو الى متى سوف يستمر هذا الانسداد وماهي تداعياته على الاوضاع بالعراق خصوصا وان الاعلام الاخر له سطوه في توجيه الراي العام وتحشيد ه بل وله القدرة على توجيه البوصله ولولا وضوح قضية الدولار ومن يقف خلفها ووضوح مشروع التطبيع ومن يقف خلفه ووضوح الاطراف المشاركة في تحالف الاغلبيه وهم رموز الفساد عند الاطراف غير الشيعيه لو ضوح هذه الامور عند طبقه واسعه من الشعب لكان وضع الاطار صعب جدا .
والخلاصة تقول ان لا مناص ولا حيله بيد الاطار سوى اقناع الصدر بالعدول عن موقفه فيما يتعلق بالكتله الاكثر عددا. والذهاب الى
الاتفاق على حسم امر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بصفقة واحده بشرط ان يتم ذلك عن طريق الكتلة الاكثر عددا من المكون الشيعي
والتي تتضمن ( اقناع الاكراد بتقديم مرشح مقبول وطنيا وكرديا وكذلك اقناع الشيعه بتقديم مرشح مقبول وطنيا ومن مكونات الشيعه ايضا ).
والخاتمة
اما الاستسلام وترك الجمل بما حمل والذهاب بالعراق للمصير ليس المجهول بل الواضح النتائج مسبقا او تحمل ارهاصات التعطيل وردود الافعال وتحمل تداعيات التاخير ، وهم يدركون
ان اعطاء الصدر فرصة الاربعين يوم يراد منها
مايلي : هو جعل الاطار يذهب الى من ذهب اليهم الصدر وبالتالي يقال على ماذا تتهموني ؟ او الاصرار على موقف الاطار بضرورة التوافق مع الصدرين باعتبارهم جزء مهم من المكون. وهم يرفضون ، لذلك سوف يحملهم الصدر مسؤولية الفشل والتاخير . وهنا تبرز حكمة القادة في الاطار وكيف يخرجون من الوضع الذي وضعهم فيه قرار السيد الصدر الاخير؟ .وكيف يسخرون ماكنتهم الاعلاميه لكشف الحقائق لضمان استمرار الدعم الجماهيري لهم ، ولعادة الكرة الى ملعب الصدرين مره اخرى واجبارهم على التوافق او النزول للشارع وتحريكه لغرض الضغط على الطرف الاخر والقبول بمبدء التوافق الوطني مع حفظ الاستحقاق لكل مكون .