المقالات

امريكا وتغيير الانظمة وصخرة بوتين

1280 2022-03-31

  عدنان جواد ||   ما قاله الرئيس الامريكي بايدن في احد خطاباته مؤخراً، عن تغيير الرئيس الروسي بوتين، او تغيير النظام في روسيا، لأنه اشعل حرب جديدة لقتل الناس، ثم عاد وقال انه لم يقصد انه من يغير الرئيس الروسي وانما الشعب الروسي، ولكن الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية قد ناقشت هذا الامر في غرفها المظلمة، وفي اجهزتها الاستخبارية ، فظهرت على لسان الرئيس، فالعقل الامريكي يمتلك اسلحة ومعلومات استخبارية وتجسس وانها تستطيع التحكم بالعالم،  وان الحرب في اوكرانيا حرب غير عادلة وغير متكافئة ومن دون مبرر قانوني، فهي بين دولة عظمى تمتلك اسلحة فتاكة ودولة ضعيفة كأوكرانيا، والبعض يقول ان الغرب وامريكا جروا روسيا لهذه الحرب ووضعها في مستنقع اوكرانيا لإضعافها ، والتوسع شرق اوربا، وهي اهداف سياسية لحلف شمال الاطلسي، وظهرت واضحة في هذه الحرب ، اما كراهية بايدن الى بوتين  فهي عميقة، لان هذا الرجل استطاع ان يصل بروسيا الى دولة قوية تعيد دور الاتحاد السوفيتي في مواجهة تفرد واشنطن بالهيمنة على العالم. لكن الواقع الذي تعيشه واشنطن حالياً هو الخوف من ترك عرشها بقيادة العالم لدول صاعدة اخرى كالصين وروسيا، وهي حين تدين روسيا على الحرب نست وتناست حروبها المدمرة واسقاطها انظمة ، فهي تشن الحروب بحجج اثبتت كذبها كأسلحة الدمار الشامل وتهديد السلم العالمي، ونشر الديمقراطية كما حدث في افغانستان وسوريا والعراق والعالم العربي والاسلامي، فأي دولة تعترض على سياستها تتعرض للحصار والعقوبات والضخ الاعلامي والمالي لإسقاط  الانظمة فيها، وهي سابقاً قادت الانقلابات في تشيلي ونيكاراكوا وايران، وهي فرضت حصاراً على  فنزويلا وكوبا وايران من اجل تغيير الانظمة فيها لأنها غير موالية لها، وهم اليوم يضغطون على روسيا لكي يظهر لهم غورباتشوف جديد يسلم ما تبقى من روسيا للولايات المتحدة الامريكية، ولكن هذا لن يحصل فالرئيس بوتين يحظى بشعبية اكبر بكثير من شعبية بايدن حسب اخر استطلاعات الراي في روسيا وامريكا، وروسيا تمتلك احتياطي كبير من الذهب ،  وهي مصدر للطاقة بأنواعها كافة والغذاء وهي تهدد الغرب بالمجاعة وهي حالياً تفرض على الغرب شراء منتجاتها بالروبل الروسي بدل الدولار، وهي سياسة يمكن ان تسبب سقوط الدولار، ولا ننسى الدول التي تقف خلفها كالصين والكثير من الدول التي تعارض الهيمنة الامريكية في الغرب والشرق، فالولايات المتحدة سوف تفقد عرشها بوجود بوتين وصمود روسيا، وبوادر ذلك بات واضحاً، فحلفاء واشنطن وحتى اتباعها الضعفاء وبعد ان شعروا بقوة روسيا وضعف واشنطن والغرب، اتجهوا صوب روسيا من اجل تامين الغذاء بعد ارتفاع سعره وشحته، بل البعض من الدول غير سياسته وعلاقاته مع الدول حسب المعطيات الجديدة، لشعورهم بل للمعطيات التي بين ايديهم، في ان نهاية الحرب سيكون العالم محكوم بقطبين ،  وهذا القطب الجديد سوف لن يسمح للقطب القديم بالتفرد باتخاذ القرار بالحصار والعقوبات وشن الحروب واسقاط الانظمة، وانه سوف لن ينسى من وقف معه ومن وقف ضده، والتساؤل المشروع ما هو تفكير الطبقة السياسية في العراق بشان التغيرات العالمية الجديدة، وهل مناقشة الوضع الاقتصادي وتشريع قانون الامن الغذائي والدعم الطارئ كافي، ام لابد من وجود سياسة واضحة تضع مصالح البلد فوق كل اعتبار، تلغي الخلافات السياسية والمصالح الشخصية بين القيادات المتعددة الاهواء والولاء .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك