زيد الحسن ||
حفيدي الصغير يسألني بلسان المتحير ، لماذا تصوم يا جدو ؟
اجبت بطريقة احاول تبسيطها ليفهمها وتبقى عالقة في ذهنه ؛ نصوم ياصغيري لانه امر من الله ، وفيه وعد ايضاً ، الصيام سبب في دخول الجنة، حيث أن الله أعد باب مخصوص للجنة لا يدخله إلا الصائمون، وهذا تكريم لهم .
اخر وصايا المرجعية الدينية الشريفة ، هي على الاباء الانتباه لما تعرضه القنوات من مسلسلات و برامج في شهر رمضان ، سبحانك ربي ، مرجعيتنا الرشيدة خاطبت المؤمنين الصائمين الذين تعتقد بانهم فعلا يخافون الله ويتقربون له ، جزئية بسيطة تم ذكرها لكنها عميقة وفيها دلائل بالغة الاثر ، تجعل الانسان ينتبه من غفلته .
سنرى وسنسمع عن مآدب افطار يتم تبادلها بين هذا وذاك من سياسيو العراق ، تعد على اكمل وجه ، وفيها من اصناف الطعام ما لذ و طاب ، وربما ستكون الفضائيات مشغولة في ( هز الوسط ) بعد عن هز قوت الشعب و تساقط في جيوبهم دولارات جنية ، اشبعونا سلال غذائية اعلامياً فقط ، ومنحونا منح اعلامية ايضا ازالت المحن التي تعتلي صدورنا و وضعت مكانها غصة و حنق عليهم ، هم يملكون السنة تقطر عسلاً في الاعلام وحقيقتهم مرة المذاق ، قالها يوماً احدهم بطريق الصدفة ؛ ( نحن لا نعرف كيفية ادارة البلد ) ، فهل من بعد هذا القول من خطاب .
كل المؤشرات تقول ان امام الشعب العراقي فرصة كبيرة للنمو و الازدهار ، وكل الطرق معبدة للسير في اتجاه البناء و الاعمار ، الا مشكلة واحده امامه ، مشكلة صعب تجاوزها ، وصعب الخلاص منها ، مشكلة من يصرون على هدم العراق وهم اصحاب القرار ، وازالتهم اصبحت شبه محال ، كارثة حقيقية ان يكون سبب هدم الوطن قادته وكبار ساسته ، لانريد منكم في شهرنا هذا صيام او قيام نحن نريدكم ان تعرفوا الله حق معرفته ، ان ترفعوا رؤوسكم للسماء وتشاهدوا عظمة الخالق ، عسى ان تخشع قلوبكم و عسى ان تنتبه ادمغتكم التي صدأت ونالتها تخمة الجاه و السلطة .
ايها السياسي الفذ ، لقد تمكنت منا ومن البلد ، والى هنا و ننصحك بالكف عنا ، والعمل من اجل العراق ، لقد اوغلت في هدم الانسان ، لقد حرقت الاخضر و اليابس ، الان انتهى زمن السكوت و السكون ، فلقد انكشف غطاؤك وبانت عورتك و كشف زيفك ، ان صمت او جعت او تمتمت فلا احد سيهتم ولا باب من ابواب السماء ستفتح لك ، انت الخاسر الاكبر ، والشعب المسكين هو المنتصر ، هو القريب من الله وهو الذي سيدخل جناته ، تمنياتي للانسان بصيام مقبول باذن الله .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha