المقالات

تربية ابنائنا من اين الى اين؟!


محمد الابراهيمي||

 

لكل بداية نهاية ولكل اجل كتاب , وعندما ينموا فرع , لابد من وجود اصل له وجذور , والريح يحمل معها الطيب وغيره , والدخان لابد ان ينبعث من نار , وكل اثر لابد له من مؤثر , وكل الاخطاء الشاعة لابد وان يكون ورائها من خطط واسس ,

وكل حال ومأل في حياتنا لا ياتي من فراغ , وكل نجاح الى وقبله من سبب له ,

وكل فشل لابد وان سبقته عثرات .....

وعلى كل الاصعدة وفي كل المجالات ....

وليس الأمر يبنى على الامزجة والرغبة والاماني وكمال يقول الاديب :

لا تجني سكر من حنضل     فان الشيء بالمذاق يرجع لاصله

..............

وما نيل المطالب بالتمني            ولكن تؤخذ الدنيا غلابا...

فمن الغالب ومن المغلوب في تربية ابنائنا منذ عقود من الزمن  هل فكرنا يومآ بصبغة لباسهم وهم أي ابنائنا ينتقلون من الفضيع الى الافضع ؟

هل دققنا بتدرج شأنهم وطول قاماتهم وطريقة سير اقدامهم ؟

هل قلنا لهم يوما ان واثق الخطوة يمشي ملكآ ؟

هل قلنا لهم يومآ ان الوان الطيف الشمسي لها من يحبها ولها من ينزعج منها ؟

والحب والانزعاج هذا اما يدل على السرور او الكدر.

هل لاحضنا فزعهم بنومهم صغارآ سؤثر على بناء شخصيتهم وتوجهاتهم كبارآ

هل ناقشناهم وفتحنا معهم نافلة من القول ان حب البحر الهائج والنهر الهادء او الساقية الجارية كل منه له اثر في نفوسكم ؟

اما يدلل على السلب او الايجاب او يدلل على الخير او الشر او يدلل على الصدق او الكذب ؟

هل علمناهم يومآ قائلين يا ابنائنا لا فرق عند ابائكم بين الذكورة والانوثة ؟

كل منكم عليه واجبات وله حقوق فالذكر سيكون رجلآ والانثى ستكون امرأة وكل منهما سيساهم في بناء هذه الحياة  كل على حسب قدرته وطاقاته  وما يصل اليه من افكار ناجحة وان الافكار الناجحة تتمثل بكذا وكذا والفاشلة علامتها كيت وكيت ...

هل رعايتنا العاطفية لهم يلازمها التنبيه والتربية الصحيحة  هل عرفوا ابنائنا عن ابائهم انهم اصلاء وعقلاء واياديهم نضيفة من قاذورات السوء والدهاليز المضلمة ؟

هل اطمئنوا ابنائنا من سطوتنا وقسوتها وعنفواننا  البـــــــــــــــــــدوي والقــــــبلي ؟

هل سعدوا يومآ بكلامنا الطيب ؟

ورعايتها لامهاتهم او سمعوا الفضاضة والفحش من الكلام والعنف في التاديب لهم ولغيرهم ؟

وعندما نرمقهم بنضراتنا في البيت او الشارع او في مدرستهم عندما نذهب لمجالس الاباء والمعلمين  يرون منا النضرات الشزرة او الحنونة الهادئة؟

وعندما نراقبهم او نحاسبهم بمستوى عقولهم الناعمة الطرية  او بمستوى عقولنا وفخامة تجربتنا وما لاقيناه من صعوبة وجشوبة وألم .........

بأي طريقة ينضرون ابنائنا الينا؟؟

وبأي مساحة من الفكر يضعونا ؟

وأي رمز من الرموز عندهم وبقلوبهم يستقر بحقنا عندما يكبرون ويصبحون رجالآ مثلنا ونساء مثل امهتاهم

هل نستطيع بجبروتنا وقوتنا العضلية ان نقتلع من تقريراتهم الثابته عنا؟

انا شخصيآ صاحب تجربة واسعة في هذه التساؤلات الانفة الذكر  تابعت اطفالآ ورأيتهم كبارآ عاشرت بنيات منذ صغرهن ولازمتهن الى الكبر ورأيتهن امهات استقرأت  من وقائع في المجتمع من ما لا يدصق سلبآ كذلك من ما لا يعقل ايجابآ

وعلى سبيل المثال رأيت رجلآ ضرب اباه وهو في عنفوان الشباب وكان ابنه طفلآ ومرت السنين واذا بذاك الطفل يضرب اباه بنفس اليوم وبنفس المكان وعلى نفس السبب ....

فقلت سبحان الله ما تعمل تجازى ..

ورأيت ابآ غش وسرق وابنه الطفل معاه مرت السنين واذا بذاك الطفل غش وسرق بنفس المضمون .

ورأيت امراة سائت اسائة خلقية ومعها ابنتها الصغيرة وكبرت البنت ثم اسائت كما فعلت امها بالتمام وبالكمال ...

والله اني لحائر ومدهوش وخائف على مصير ابنائنا !!!

من غفلتنا بحقهم وسنسئل يوم المسائلة عن ابنائنا وعن خلقهم

وعندما احدث البعض من الناس عن هذه المعاني يجابهني الرد الروتيني لا تزر وازرة وزرة اخرى..وهذا قرأن

وهم لا يعرفون ان هذا المعنى مقيدآ بالفقه الجــــــــــــــــنائي لا غير  لان اذا سرق (ص)  من الناس  لا تقطع يد( س) من الناس .

اخاطب كل من يقرأ سطوري هذه ان يتضامن معي ان تربية الابناء تبدأ بمن وتنتهي  بألى

 فمن هذه تبدأ من الصلب والترائب  لان الله سبحانه يقول ( خلق الانسان من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب )

وتنتهي في لحضات الاحتضار ومصيبتها لان الموت مصيبة كما قال القرأن ( اذا اصابتكم مصيبة الموت )

فعلينا ان نهتم ونطهر اصلابنا من كل دنس ومن كل سوء ونختار الترائب لابنائنا الصالحة كما يقول المصطفى صلى الله عليه واله ( تزوجوا الولود الودود فأن العرق دساس )

ويقول  (اياكم وخضراء الدمن قيل وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال : الحسناء في منبت السوء )

وعند  رحيلنا نترك لابنائنا وصية متكاملة بحسن السلوك والحذر كل الحذر من السلوك المشين والوصية مؤثرة على الابناء لا محاله

يقول النبي ( صلى الله عليه واله ) : من مات ولم يوصي مات ميتة جاهلية وصلي اللهم على محمد واله الطاهرين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك