علي حسين الاشرفي||
عندما نقرأ التأريخ، ونعود فيه قليلاً،
مثلاً، حرب البسوس،
ماذا فعلت قبيلتي بكر، وتغلب قبل الشروع بالحرب؟
سنجد أن كل قبيلة، تحالفت مع القبائل القريبة منها، والتي تشترك معها بعوامل معينة.
هذا حال الدنيا، وواقعها، التحالفات تعطي قوة أكثر، وتمنع الطامعين من الغزو،
في الحرب العالمية الأولى، والثانية، تحالفت مجموعة دول، ضد مجموعة، وحتى في أيامنا هذه، فهناك المحور الغربي، بقيادة امريكا، وأخواتها، وعبيدها، أما المحور الشرقي، فيضم الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، ومجموعة دول اخرى.
إذن لا يمكن لأي دولة من الدول، أن تبقى من دون تحالفات، ولا تسعى دائماً، لتوطيد علاقاتها، ليكون عمقها أكبر،
تختار الدول عمقها، بتروي، وتركيز، وتدرس النقاط المشتركة، بينها وبين المحور، الذي لديها فرصة التفاوض معه، والإنضمام إليه.
نحن في العراق، كوننا بلد متنوع الأديان، والمذاهب، والقوميات، فلدينا عدة خيارت مطروحة على الطاولة، نناقش كل واحدة بمفردها، ثم نختار الأفضل لنا.
لدينا عمق عربي، وإذا إخترنا هذا العمق، يعني أن نتحد مع الدول العربية، نحن دائماً نفتخر بعروبتنا، ولكن! إخواننا العرب يحتاجون إلى ضامن، فمن يستطيع أن يضمنهم، فكل العراقيون، لا يمكن لهم أن ينسوا السيارات السعودية المفخخة، والأحزمة الناسفة، العراق لن ينسى الانتحاري التونسي، والفلسطيني، الشعب العراقي لا يمكن أن ينسى شهدائه، الذين قتلوا بأيادي عربية، لا ننسى فتاوى التكفير بحقنا، ( من يقتل عشرة من الشيعة، يدخل الجنة )، وأيضاً من يفجر نفسه، في تجمع شيعي، سوق شعبي، جامع، حسينية، تجمع خاص لعمال البناء، أو أي تجمع، سيذهب ليأكل وجبة الغداء، مع الرسول ( صع وسلم )، شريطة أن يفجر نفسه في وقت مبكر!
كما لا ننسى المال الخليجي، الذي تم إنفاقه على داعش، وتجهيزهم بأرقى أنواع الأسلحة، بمال خليجي بحت، وبتوجيه أمريكي، وبذكور مرتزقة، تتم غسل أدمغتهم، على أيادي ملالي الخليج، ويتم إرسالهم، ليقاتلوا جيشنا العراقي، وحشدنا الشعبي، والقوات العراقية بكل صنوفها، فتاويهم التافهة، كفرت حتى أبناء مذهبهم، الذين يدافعون عن العراق، فقد اسموهم بالمرتدين! ودمهم مباح!
هذا العمق التافه، لا يمكن لنا أن نتحالف معه، لا يمكن لنا أن نكون بهذه الخسة، والنذالة، فالنبحث عن عمق أخر.
عمقنا الكردي، فشركائنا بالوطن، لا يريدون الإستمرار معنا، بين فترة وأخرى تتصاعد صيحات الإنفصال، فالكرد في كل المنطقة، لا يمكن أن نتحالف معهم، لأن الكرد الساكنين في العراق ( مو أصحاب طويلة)، هذا العمق إنفصالي، و نحن نبحث عن عمق دائم حتى ظهور القائم.
عمقنا المذهبي، نحن لدينا عمق شيعي، تجمعه روابط كثيرة، مع أغلبية الشعب العراقي، أليس الشيعة هم الأغلبية في العراق؟
فلماذا لا نتحالف مع الشيعة في المنطقة؟ إيران مثلاً، هل جائكم إنتحاري إيراني؟ هل إنفجرت مفخخة إيرانية؟ نستطيع أن نجيب بالنفي، وبثقة عالية جداً، بل هكذا سيجيب، حتى أنفسنا السنة!
لماذا إيران بره بره، ودارك يالأخضر! من قلنا له دارك، فجرها! لأنه يريد أن يأخذ صك الغفران، بقتلنا.
هذه أبرز المحاور، التي يمكننا، أن نتحالف معها، ولنا أن نختار بحرية، بشرط أن نتفق، تعالوا نتفق، ونتختار عمقنا العربي، ونموت كي يدخلوا جنتهم المزيفة، أو نتفق، ونختار عمقنا المذهبي، فتجاربه شهدناها، ودمائهم قد إختلطت بدمائنا، إثناء حروب التحرير في العراق، حتى أن مهندسنا وقاسمهم، قد حلقوا إلى السماء، في بغدادنا.
إذا إخترنا عمقنا المذهبي، فهذه أول خطوة سيباركها القائد المنتظر، وحتى لو لم تتحقق هذه الخطوة الآن، ستكون من أولى خطواته، وسيقول أين ابناء سلمان المحمدي؟ سيكون لهم حظاً كبير، وشرف رفيع، ويقاتلوا بين يديه.