المقالات

ليست ثورة بل صرخة وجع..!

1056 2022-03-19

زيد نجم الدين ||   الشعوب التي تعيش في ظل انظمة دكتاتورية غاشمة تُخضَع لبرامج تشوية المفاهيم المعرفية و القيمية في سبيل صناعة شعوب مدجنة يسهل السيطره عليها، و بالنتيجة هكذا شعوب و بعد سنين طويلة من التدجين لن تجد في نفسها القدره على فعل شيء سوى الصراخ من اوجاع السلطة الجائرة، ما يسمى الثورة السورية هي في الحقيقة صرخة من هذه الصرخات، هي في الحقيقة لا ترتقي لتكون ثورة حقيقية مكتملة المنهجية و الرؤى و الاهداف لافتقارها للتحضير و التخطيط و المشروع السياسي الواعد و البديل. الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق عام 1991 كانت صرخة من هذه الصرخات ايضا.  نحن في العراق ورغم ان التحول للديمقراطية كان برعاية امريكية ممنهجة الى حد ما ، الا اننا لم نكن شعب مقتدر على ادارة مفاصل الدولة الديمقراطية بمهارة. لذلك هكذا شعوب كالشعب العراقي و السوري تحتاج الى انتقال تدريجي طويل الامد من الدكتاتوريات القاسية الى الديمقراطية المتقدمة، هكذا شعوب تحتاج لتأهيل و تطوير و تدريب على ممارسة العمل الديمقراطي كوسيلة لتحقيق الحرية و الرفاهية و ليس كهدف ينتهي باسقاط رأس النظام. في العراق كان امل العراقيين رؤية صدام و حاشيته خارج السلطة، لكن الايام اثبتت ان صدام لم يكن مشكلة العراقيين الوحيدة في طريقهم نحو الديمقراطية و العيش الكريم بل ان صدام كان سببا في غياب وجود شعب مؤمن بالديمقراطية كثقافة قبل ان تكون نظام. ايضا ان سنين طويلة من ادارة الدولة وفق نظرية (القانون جرة قلم) اضاعة الفرصة امام صناعة رجال دولة حقيقيين بخبرات متراكمة. الان و نحن نعيش في زمن الثورة التكنلوجية و ما تتيحة من فرص لتبادل الثقافات و تداخل المجتمعات ، في الحقيقة نحن امام فرصة كبيرة لبناء شعوب مؤمنة بالديمقراطية و ترى فيها حاجة ماسة لبناء الدولة و تثقيف المجتمع، الشيء الذي يتيح لنا ان نتوقع بروز مشاريع معارضة سياسية مقتدرة على ان تكون بديل سياسي ناضج ذات مشاريع سياسية حكيمة و معاصرة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك