المقالات

اطلقوا سراح العدالة..!


 

محمد شريف أبو ميسم ||

 

بعد أن أصدرت المحكمة الاتحادية قرارها المتعلق بعدم دستورية قانون النفط والغاز في أقليم كردستان وبالتالي عدم قانونية التعاقد مع شركات النفط باسلوب المشاركة دون العودة الى حكومة المركز وعدم قانونية تصدير نفط الاقليم على مدار تسعة عشر عاما، نكون الان ازاء مقاربة اخلاقية بين قضية مدان بتهمة استغلال الوظيفة العامة للمصلحة الشخصية، بحصوله على 400 دولار أمريكي من أحد المراجعين للدائرة التي يعمل فيها، حيث تسبب بوقوع ضرر على المجتمع وساهم من حيث موقعه بتكريس سلوك الفساد في الثقافة المجتمعية، والتعدي على حقوق الناس والمصلحة العامة، فكان الحكم عليه بستة سنوات سجن وغرامة قدرها عشرة ملايين دينار، وطرده من الوظيفة، نتيجة طبيعية يؤيدها الرأي العام، بهدف التلويح لمن تسول له نفسه التعدي على مصالح الناس.   

ومثل هذه التهمة التي دفع ثمنها المدان من سني حياته وسمعته وسمعة عائلته ومستقبله، في ظل رأي عام صارم بشأن مثل هكذا خطأ (وهو خطأ لا يبرر)، لا تقارن مع ضياعات مقدرات الشعب دون اكتراث من قبل الجهات المعنية بالرقابة، وكأنها جرائم ترتكب في مجتمع آخر، ولا تقارن بالدهشة التي انتابت الناس من قول مدير عام دائرة الموازنة خلال جلسة مجلس النواب التي أستضيف فيها وزير المالية بشأن تفسير عدم وضوح الوفرة المالية في حسابات موازنة العام الماضي 2021 الناجمة عن بيع برميل النفط بمعدل 68.5 دولار حيال سعر تخميني قدرة 46 دولار للبرميل في قانون الموازنة، ولا بدهشة البحث عن سر زيادة قروض الدولة الى نحو 26 ترليون دينار على الرغم من ان مقدار العجز المخطط كان 22  ترليون دينار في ظل انخفاض الانفاق الفعلي الى نحو 111 ترليون دينار وايرادات حقيقية بلغت 89 ترليون دينار؟. فكان سؤال رئيس الجلسة عن مصير الوفرة المالية الناجمة عن رفع سعر الصرف وزيادة سعر النفط وانخفاض الانفاق، والتي بررتها مدير عام دائرة الموازنة "بتغطية العجز الناجم عن امتناع حكومة الأقليم تسليم النفط البالغ 250 ألف برميل يوميا" مثلما كان يحدث كل عام ، في ظل صمت الحضور على هذا التبرير. وهو صمت لا ينسجم وحمل الأمانة التي أوكلت لمن يدعي انه ممثل لهذا الشعب. اذ تقدر ايرادات بيع 250 ألف برميل يوميا نحو سبعة عشر مليون و125 ألف دولار، وسبق أن أعلنت لجنة تحقيقية تابعة لمجلس وزراء حكومة العبادي بشأن الأموال التي بذمة حكومة الاقليم للحكومة المركزية وقوع الضرر على المجتمع بنحو 128 مليار دولار حتى العام 2019 ، ما يعني ان العدالة ما زالت رهن الاعتقال ونحن أحوج ما نكون اليوم لاطلاق سراحها .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك