السيد محمد الطالقاني ||
تمرّ على الأمّة الإسلاميّة ذكرى عطرةٌ ومناسبةٌ غاية في السعادة، ألا وهي ولادة منقذ البشريّة المنتظَر الموعود الذي بشّر به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
نعيش هذه الذكرى والامة الاسلامية اليوم في أحرج أوقاتها وهي بحاجة إلى الالتفاف حول ثوابت دينها و أصول عقيدتها بعد ان عصفت بها رياح التيارات المنحرفة والافكار الهدامة وبث الأفكار المسمومة بين أوساطها من خلال التكنلوجيا الثقافية التي يمتلكها الاستكبار العالمي والذي صبّ حقده على العراق باعتبار ان دولة العدل الإلهي ستقام على ارضه .
اننا اليوم من الواجب علينا ونحن نحتفل بولادة الامام المهدي عليه السلام ان نرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الشخصية العظيمة ونحن في عصر الغيبة الكبرى, وهذا الإرتباط لا يتحقق إلا بعد معرفتنا الحقيقية لشخصية الامام الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف, فكلما زادت معرفتنا بإمام زماننا زاد إرتباطنا به ,
ان عقيدتنا في مجيئ اليوم الذي يقام فيه حكم الله في أرضه، لتحيا به الشريعة على يد المهدي الموعود ارواحنا له الفداء، لهي من العقائد التي لاتقبل الشك ولا تحتمل وجها آخر, وليعلم الجميع ان دولة الامام المهدي عليه السلام هي الطريق الوحيد للخلاص واستعادة المستضعفين لهويتهم المفقودة وشخصيتهم الضائعة .
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فبلغناه.